أخبار مصرعاجل

“فاينانشيال تايمز” تُشيد بجهود القاهرة لحل الأزمة في غزة

أشادت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، في عددها الصادر الجمعة، بالجهود الحثيثة التي تبذلها القيادة المصرية لحل الأزمة في قطاع غزة المنكوب من جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل ونزع فتيل الأعمال العدائية الإقليمية.

وذكرت الصحيفة- في مستهل مقال تحليلي حول هذا الشأن- أن زعماء مصر وأمريكا وقطر دعوا إلى استئناف المفاوضات بشأن غزة في خطوة تأتي تتويجًا لجهود دبلوماسية مكوكية بذلتها الدول الثلاث؛ لتأمين اتفاق حول وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين بين إسرائيل وحركة حماس؛ ومن ثم نزع فتيل الأعمال العدائية الإقليمية المتصاعد.

وأشارت الصحيفة إلى دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي جو بايدن وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الجانبين- الإسرائيلي والفلسطيني- إلى “استئناف المناقشات العاجلة في الدوحة أو القاهرة” و”البدء في تنفيذ الاتفاق دون مزيد من التأخير”.

وسلطت الصحيفة في مقالها الضوء على “محاولات القاهرة الدائمة” لتسريع المفاوضات بهدف إنهاء الحرب، وذلك في الوقت الذي يستعد فيه الشرق الأوسط لموجه جديدة من التصعيد من جانب إيران وحزب الله اللبناني، بشأن الرد على اغتيال الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية داخل طهران والقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر بالأسبوع الماضي.

وتخشى الولايات المتحدة وحلفاؤها أن تنزلق المنطقة نحو حرب شاملة بعد مقتل فؤاد شكر في غارة إسرائيلية في بيروت واغتيال هنية في طهران، خاصة وأن الوسطاء يعتبرون بالفعل أن اغتيال هنية ربما يوجه انتكاسة للمفاوضات، رغم أن إسرائيل لم تؤكد أو تنف مسئوليتها حتى الآن.

وأوضحت الصحيفة، أن إسرائيل نفذت الضربة على شكر ردًا على هجوم مشتبه به نفذه حزب الله في مرتفعات الجولان المحتلة الشهر الماضي وأسفر عن مقتل 12 شابًا، في حين تنظر الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى الاتفاق على وقف الصراع في غزة وتأمين إطلاق سراح المحتجزين الذين تم أسرهم في هجمات حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل، باعتباره السبيل الوحيد لتهدئة الأعمال العدائية الإقليمية.

وحذرت واشنطن طهران من أن أي هجوم كبير على إسرائيل من شأنه أن يخاطر بإفشال مناقشات وقف إطلاق النار في غزة ودفع المنطقة إلى حرب شاملة، حيث قال مسئول كبير في الإدارة الأمريكية: “إن عواقب مثل هذا الهجوم المباشر قد تكون كبيرة للغاية، بما في ذلك بالنسبة لإيران واقتصادها وكل شيء آخر. نحن نفعل كل ما في وسعنا لردع مثل هذا الهجوم أو صده حال حدوثه، وكذلك حتى تتأكد إيران من أن هناك دائمًا طريقًا أفضل للمضي قدمًا في حل التوترات بدلًا من الهجوم العسكري”.

وأكدت “فاينانشيال تايمز” أن إدارة بايدن أصبحت محبطة بشكل متزايد تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تعتقد واشنطن أنه اتخذ سلسلة من الإجراءات أعاقت الجهود الرامية إلى إبرام اتفاق. وبالفعل أيد بايدن اتفاق وقف إطلاق النار متعدد المراحل الذي أُعلن عنه، في نهاية مايو الماضي، وسعى إلى دفع نتنياهو للمضي قدمًا في الاقتراح عندما زار واشنطن، في يوليو.

وبعد ذلك، وصلت المحادثات إلى طريق مسدود لعدة أشهر؛ حيث أصرت حماس على أن أي اتفاق يجب أن يوفر ضمانًا مقدمًا بأن الحرب ستنتهي بشكل دائم، وهو الأمر الذي رفض نتنياهو قبوله. ومع ذلك، اعترفت حماس، قبل اغتيال هنية، بأن المفاوضات حول كيفية إنهاء الحرب ستتأخر حتى اكتمال المرحلة الأولى من العملية المكونة من ثلاث مراحل. لكن نتنياهو قدم شروطًا جديدة أكثر صعوبة، على الرغم من اعتقاد رؤساء أمنه أن الاتفاق يصب في مصلحة إسرائيل.

وأعلنت حماس منذ ذلك الحين أن يحيى السنوار، مسئولها الأعلى في غزة والذي تعتبره إسرائيلي العقل المدبر لهجمات 7 أكتوبر، قد خلف هنية كزعيم سياسي للحركة، فيما رأى عدد من المحللين أن هذا الإعلان يمكن أن ينطوي على خطر يؤدي إلى تقوية موقف كل من حماس ونتنياهو.

وقال دبلوماسي مطلع على المحادثات- في تصريح خاص لـ “الفاينانشيال تايمز”، بشرط عدم ذكر اسمه- إن اغتيال هنية وتعيين السنوار قد يؤثران على بعض شروط حماس. لكنه أضاف أن الحركة أعطت “مؤشرات إيجابية” بشأن اجتماع الأسبوع المقبل.

وأضاف الدبلوماسي: “كانت المشكلة تتمثل في إصرار نتنياهو على الشروط الإسرائيلية الجديدة. لكن الأمريكيين متفائلون للغاية بشأن المحادثات. وإذا تمكنوا من إقناع نتنياهو بالتراجع عن بعض هذه النقاط، فربما يمكن تحقيق انفراجه”. وقالت إسرائيل، في وقت متأخر من أمس، إنها سترسل وسطاء إلى المحادثات.

ومن المرجح أن تعتمد أي آمال في تحقيق انفراجه على ما إذا كان نتنياهو سيخفف من موقفه.. حسب الصحيفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى