شويّة دردشة

غاب “السادات” .. فى صراع “عبد الناصر” و “مبارك” !! .. بقلم نصر القفاص

نصر القفاص

يدرك الرئيس “عبد الفتاح السيسى” المعضلة التى يحاول فرضها عليه “حضرات السادة ضباط الثقافة” لكنه يمضى فى طريقه, ويعبر عن تجاهله لهؤلاء السذج والبلهاء بأسلوب وسلوك المواطن الحكيم والعاقل والواعى والعالم.. وإذا كان بعض ثوار “25 يناير” قد حاولوا تصوير تلك الثورة على أنها انتصار للرئيس “جمال عبد الناصر” رغم أن أعدى أعدائه سرقوها بمساعدتهم!!

فإن بعض ثوار “30 يونيو” يختالون بأنها انتصار للمخلوع “حسنى مبارك” وهى تستهدف جرائمه بكل أبعادها وعمقها!!

علمنا التاريخ أن مصر حين يحكمها قارىء ومستوعب لتاريخها, يملك القدرة على صنع المعجزات.. وإذا تمكن منها أحد موظفى الأرض يهوى بها إلى أسفل سافلين.. وهنا يجوز لى القول أن “عبد الناصر” كان عنوانا ومرآة تعكس قادة عظام حكموا الوطن على أرضية القراءة والاستيعاب للتاريخ.. وعلى الطرف الآخر كان “مبارك” هو ذلك “الموظف” الردىء.. وبينهما “أنور السادات” الفاهم للتاريخ دون تعمق فى القراءة, والمبدع بصورة فطرية حين يمسك بدفة السفينة!!

الحقيقة أن “عبد الفتاح السيسى” يفرض عليه الواقع وتطور الحياة احترام تجربة “عبد الناصر” مع تقديرها.. كما يدفعه الواقع ونتائج التجربة إلى ضرورة شطب جرائم “مبارك” من العقل الجمعى للشعب المصرى.. وبالقدر نفسه سنجده مقدرا ومحترما للفعل الذى أقدم عليه “السادات” دون إعلان إيمان به!! ووسط تلك الحالة يعمل ويتكلم ويخطط الرئيس – السيسى – وواضح جدا فهمه لها.. وهذا ليس مهما, لأن الأهم قدرته على التعامل معها.. لنجد أن الشعب كله معه, ويصرخ فى وجه من يعاديه..ثم يتعامل بضجر ورفض شديدين لكل أولئك الذين يحيطون به دون محاولة فهمه أو الاجتهاد لتفسير مقاصده وأهدافه!!

سيحارب معركة مصر مع “السيسى”كل من يعرف أن يحترم ويقدر “عبد الناصر” بما له وما عليه.. وقد يحاربها من يعتقدون فى قدرتهم على إمكانية تشكيله لكى يكون “مبارك” وبينهما يقف المنصفين لتجربة “أنور السادات”.. وفى الخلفية يداعبنا بقايا زمن أسرة “محمد على” أملا فى القول أنه وأولاده وأحفاده الذين قدموا للوطن ما لم يتمكن غيرهم من تحقيقه.. لذلك أرفض كل هؤلاء وأنحاز لرؤية صديقى “رأفت نوار” شيخ المحامين فى الإسكندرية, الذى لا يكف عن أن يرى “السيسى” تجسيدا لشخصية “حور محب” فى التاريخ المصرى القديم.. وكلما أبحرت فى التاريخ وجادلت الباحثين عن شبهه بالرئيس “السيسى” أعود إلى الإيمان بأنه شخصية ونموذج شديد التفرد.. وسيقاس عليه ولن يكون نموذجا للقياس به.. فما يقوله ويفعله يجعلنى واثق أن من تجربته ستوازى تجربة “محمد على” و”عبد الناصر” وسيعلن كل من فهم تجربة “السادات” إحترامهم له.. أما “دراويش مبارك” فقد اقتربت ساعة صراخهم فى وجه مصر لاختيارها أن تمضى فى كتابة فصل جديد يحمل عنوانه “عبد الفتاح السيسى” وذلك يدفعنى إلى الثقة فى أن من يعملون سيكونوا شركاء.. ومن يتآمرون سيكون مصيرهم مع “مبارك” أما الذين يحاولون التفكير فقد يتألمون لكنهم لن يغيبوا على الطريقة التى غاب بها “السادات”!!

                                                                                                                                                     نصر القفاص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى