طبعا مصر أد الدنيا| بقلم حاتم برهام
لم يكن أمراً مستغرباً ذلك الجنون والهستيريا وحالة عض الأصابع ولطم الخدود التي اجتاحت “خدامين العار والخيانة” من بالوعات وأبواق الإعلام المأجور وذلك في أعقاب صدمتهم العنيفة بعد مشاهدة القصر الرئاسي المبهر الذي استضاف قمة الدول النامية الثمانية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وفي حقيقة الأمر فاننا نلتمس لهم العذر فيما وصلوا إليه من خيبة أمل بعد ما تلقوا صفعة مؤلمة على الوجه، فالشهادة لله الصدمة كانت موجعة جداً بالنسبة لهم.. فتراهم يسألون أنفسهم: “امتى اتبنى ده كله، وازاي.. أكيد ده سحر مش شغل بشر عاديين.. بقى تبقى المنطقة كلها مشتعلة ومفيش أمن ولا استقرار والمصريين يعملوا كل النهضة دي”.. وهذا جهل منهم بطبيعة نهضة مصر الجديدة، فطبيعي أنهم لم يفطنوا للحكمة الشعبية القائلة: “خش على عدوك معرش وما تخشش مكرش”.. فهم قد اعتادوا على الذل والاستكانة وتقبيل الأيادي والأقدام لمن يرمي لهم الليرات والدولارات ولا يعون شيئاً اسمه الهيبة والعزة والكرامة.
ولهؤلاء الحاقدين الكارهين ممن اعتادوا شق الصدور ولطم الوجوه والنعيق كالبوم والغربان نقول: “موتوا بغيظكم” .. هي مصر قليلة ولا شوية؟ لأ طبعا مصر أد الدنيا فعلاً لا قولاً.. وبالمناسبة هذا فقط ما رأيتموه، وما خفي كان أروع وأجمل وأعظم لشعب مصر الصامد المرابط على كل حبة تراب في وطنه.
ألا تعلمون أيها الأقزام أن ما حاولتم أن تكيدوا به لمصر وتزيفوا من خلاله وعي الشعب هو مدعاة فخر وعزة بل وشهادة تقدير وتاج ووسام على صدورنا.. فإذا كنتم قد عميت أبصاركم عن فهم ما يحتويه “القصر الساحر” الذي أذهب عقولكم وأصابكم بالجنون من رسومات للفراعنة والمعابد.. فهل لهذه الدرجة أنتم جاهلين ومصابين بـ “العمى الحيثي”؟
فما جسدته جدران القصر من روائع عصر الفراعنة وما احتواه من معابد ومقابر إنما هي ملحمة تاريخية تحكي قصة حضارة من أرسخ وأعظم الحضارات في تاريخ العالم.. ولو كان لكم عقل تفهمون به لأدركتم أن هذه القطع الفنية الخالدة بمثابة امتداد للأجيال أي أنها تحكي قصة السابقين بعد وفاتهم، فليس منها دعاية أو شهرة لشخص في حياته بل تروي سيرته بعد وفاته وهذا يكشف زيف وبطلان أوهامكم.
ومن فرط جهلهم وتضليلهم وكذبهم فقد عمدوا إلى ترويج أن جدران “القصر المنيع” احتوت على آيتين قرآنيتين هما: «وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ».
والآية الثانية التي استشهدوا بكتابتها: «وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا».. وذلك في محاولة دنيئة وخسيسة منهم بزعم أن بناة القصر يشبهون الرئيس بموسى وأخيه بهارون، وهم هنا يمارسون رذيلتهم القبيحة في الاجتزاء والتزييف على طريقة “لا تقربوا الصلاة” .
فالواقع يشير إلى أن جدران قصر الرئاسة اللائق بمكانة أرض الكنانة، كتبت على جدرانه جميع الآيات الكريمة التي ورد بها اسم مصر، فتغافلوا عن عمد وافتراء كاذب الآيات الكريمة الأخرى وهي:
1 ـ – «وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ».
2 ـ – «وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ».
3 ـ – «فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ».
فإلى هذه الدرجة يصل بهم الحقد والغل والكراهية للافتراء حتى على آيات الله، بل ويتعمد أولئك الذين في قلوبهم مرض، ممن يروجون لأن هذا تبذير وإسراف، لأننا لدينا قصور كثيرة، فلهؤلاء نقول: يا عاجزي الرأي ألا تفهمون أن هذه القصور بنيت في عصور مختلفة وكل منها يعبر عن روح الفترة التي شيد فيها، فهل تستكثرون على مصر أن تتحدث الآن عن نفسها وتعرض ملامح نهضتها المبهرة وتجسد روح عصر النهضة الذي نحياه حالياً.. فهل تتمنون أن تعقم مصر وتعجز عن ابراز معالم التقدم الذي وصلنا إليه بفضل الله وسواعد أبناء مصر المخلصين تحت قيادة الرئيس الوطني عبد الفتاح السيسي الذي أصبح مجرد ذكر اسمه يصيبهم بالأفون والجنون.
ونزيدكم من الغيظ كيد: لكم أن تتصوروا اذا كان هذا هو القصر الذي نستقبل فيه الضيوف المكرمين، فما بالكم بالتجهيزات التي لم ترها أعينكم للمتربصين بأرض الكنانة.. نعم هي فوق مستوى خيالكم المريض العاجز الذليل.
إن كل مصري أصيل يدرك أن التحفة المعمارية الجمالية التي ظهر بها “القصر المصون” لهو خير حملة ترويج لروعة وعظمة نهضة مصر، فلنا أن تتخيل وصول سعر متر الأرض إلى 60 ألف جنيه للسكني و200 ألف للتجاري في العاصمة الإدارية الجديدة التي كانت قبل سنوات صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء.
عموماً يجب أن يدرك المتخرصون أن مصر “أد الدنيا” وهتفضل بمشيئة الله “أم الدنيا” .. فموتوا بغيظكم، موتوا بغيظكم، موتوا بغيظكم.