ثقافة وفنونعاجل

صور| شريف سعيد: عملت على رواية «عسل السنيورة» لمدة 4 سنوات وشغفي بالتاريخ لا ينتهي

نظمت دار الشروق حفل توقيع ومناقشة رواية “عسل السنيورة” للكاتب شريف سعيد في مبنى قنصلية بوسط القاهرة.

أدار المناقشة الإعلامي د. محمد عبده بدوي، وشهدت ليلة الاحتفالية حالة من الزخم وسط حضور حاشد لنخبة المشهد الثقافي والإعلامي المصري.

وأبحر شريف سعيد خلال اللقاء في تفاصيل رحلته المثيرة للعمل على رواية “عسل السنيورة” الصادرة عن دار الشروق.

حضر اللقاء الكاتب الصحفي ماجد منير، رئيس تحرير “بوابة الأهرام” و”الأهرام المسائي”، كما شهدت الفعاليات حضور قيادات ونخبة المشهد الإعلامي والثقافي المصري، منهم د. محمود مسلم، رئيس قطاع الصحف والمواقع بالشركة المتحدة، والكاتب الصحفي أكرم القصاص، رئيس مجلس إدارة اليوم السابع، والكاتب الصحفي أحمد الدريني، رئيس القطاع الوثائقي بالشركة المتحدة.

وقال شريف سعيد خلال اللقاء: “إنني سعيت لأن أخذ القارئ معي في رحلة تسلط الضوء على مصر وفرنسا، وإنجلترا وأجواء الخلافة العثمانية، ليعرفوا واقعا غير متعارف عليه عاشه العالم في ذلك الزمان”.

وتتعرض رواية شريف سعيد لهذا المحطة التاريخية في لحظة ساخنة شهدت تشكيل عوالم وأحداث وشخصيات جديدة، وعن شخصياته، قال شريف سعيد إن شخصية “حُسنة” نصف حقيقية ونصف خيالية، وأن الكتابة عنها وعن غيرها تطلب منه عقد جلسات استماع مع شخصية حقيقية في نفس التكوين السني.

وقال شريف سعيد إن التعامل مع الكتابة يحتاج الكثير من الجهد والدقة في رسم الشخصيات لإثراء النص.

وكشف شريف سعيد عن الكثير من الأسرار التاريخية في حديثه عن الحقبة التاريخية التى عاشتها مصر في زمن الحملة الفرنسية، معبرا عن حقيقة أن القومية المصرية في ذلك الوقت لم تكن على حالها الآن، فالأمر كان أشبه بالطائفية.

وتحدث الكاتب الصحفي أكرم القصاص مشيرا إلى أن التجربة الإخراجية لشريف سعيد تتجلى بوضوح فى رواية “عسل السنيورة” من خلال الصورة المشهدية التى فرضت نفسها بشكل إبداعى.

وعبر الكاتب الصحفي سيد محمود عن إعجابه بحالة الوعي في مشروع شريف سعيد الإبداعي، وقال إن حجم التخييل فى رواية “عسل السنيورة” يجعلنا نعرف أهمية إدراك الكاتب للحظة التاريخية التى يكتب عنها ويتناولها عبر أحداث الرواية، وهذا ما أبدع فيه شريف سعيد على مدار الأحداث.

وكشف شريف سعيد في حديثه عن “عسل السنيورة” أن العمل على الرواية أستغرق منه 4 سنوات تقريبا، وثمن دور كل من د.محمود مسلم ود.محمد عفيفي في دعم عمله على الرواية، موجها لهم الشكر على كل ما قدموه من دعم له، مشيرا إلى أنه بحث في مصادر من عدة دول، ووصل للكثير من المصادر خارج المنطقة العربية.

وقال شريف سعيد إن شغفه بالتاريخ والفترات الزمنية التي عمل عليها لا ينتهى، وقال: “كنت أتمنى أن أعيش فى القرن التاسع عشر، وكنت أتمنى أن أكون أحد طلاب البعثات فى زمن محمد على، وأن أعيش كافة اللحظات التاريخية الساحرة التى كونت مصر.

المؤرخ الكبير د.محمد عفيفى، قال إن شريف سعيد وشغفه بالتاريخ يكون حالة خاصة جدا، ولقد استغرق وقتا طويلا وعمل بجهد مخلص على روايته “عسل السنيورة”.

ووصف الإعلامى محمد عبده بدوى الرواية بالمدهشة، لأنها تعاملت بوجهة نظر مختلفة مع التاريخ الذى نقع أسرى لوجهة نظر واحدة فقط، وقلما ما نعيد قراءتنا بأكثر من وجهة نظر، وبرأيى أن هذه واحدة من مساحات الجمال فى هذه الرواية.

من أجواء الرواية نقرأ:

“لا أحد يعلم ماذا تواري له الأقدار، ورُبما في حياة كل منا قصة مثيرة لم تبدأ بعد!، هذا هو ما دار للزوجة العذراء «جوليا» التي جاءت الإسكندرية على متن مراكب الحملة الفرنسية عام ١٧٩٨، وإلى الأبد لم تعد إلى بلادها.

من باريس إلى ريف المنصورة مرورًا بالقاهرة وحواف مكة، تدور أحداث قصتها التي حيكت بين ثلاث قارات خلال سنوات فارقتْ فيها الزوج إلى حضن الصديق، أنقذت «حُسنة» وهي عارية وسط الخلاء، منحتْ عذريتها إلى «فاطمة» بنت الغورية سترًا لها، ووقع في حبها شيخ العرب وهي معذبة صلعاء، ليُراق من جسدها في الطرقات العسل بمباركة من «أفروديت» إلهة الحب عند الإغريق!

هكذا في رواية مستوحاة من قصة حقيقية يسافر بنا الكاتب «شريف سعيد» أكثر من قرنيْن إلى الوراء عبر أجواء مصرية فرنسية غرائبية وساحرة، راصدًا لحظات الصدام بين عالميْن، وبأسلوب أدبي عذب يجعلنا نطل من عيني «السَّنيورة جوليا» على باحات خلفية لتاريخنا؛ مما يدفعنا لإعادة النظر في أي أحكام تخصّ الماضي وحكاياه”.

يذكر أن شريف سعيد،؛ روائي وكاتب ومخرج وثائقي مصري، وُلد في حي الظاهر وسط القاهرة في 20 يناير عام 1979، تخرج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة «قسم الإذاعة والتلفزيون» عام 2000، كتب مقالات الرأي بصحف الأهرام والمصري اليوم والوطن.

أخرج وكتب السيناريو للعديد من الأفلام الوثائقية مثل الجمالية وقطب وجذور والسندي أمير الدم وناس من شبرا. لاقت روايته الأولى «وأنا أحبك يا سَليمة» إشادات واسعة ووصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة ساويرس الثقافية عام 2018، وقد حققت “عسل السنيورة” أصداء نقدية وجماهيرية طيبة للغاية منذ صدورها في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى