آراءشويّة دردشة

زيارة ميلانيا ترامب .. السياحة تفشل مجددا | بقلم وليد عبد الرحمن

من أدبيات العمل السياحى الترويج والتنشيط والتسويق للمنتج السياحى الذى يمتلكه اى مقصد سياحى و ابراز ما يميزه عن المقاصد المنافسة على مستوى العالم و الابتكار فى محاولة جذب السائح والسعى جاهدا لإقناع السائح بتكرار الزيارة ومنح أفضلية له عن منافسيه لتحقيق هذا الهدف.

وفى إطار العمل الجاد والدؤوب من أجل الترويج والتنشيط استغلال زيارة المشاهير والنجوم للمقصد السياحى واستغلال صورهم فى مختلف المناطق السياحية التى يقومون بزيارتها من أجل إقناع السائح بالمنتج السياحى والترويج له لان وجود المشاهير والنجوم أداة جذب فاعلة وهامة ومؤثرة فى جذب السائح لمقصد سياحى معين .

ولان وزارة السياحة المصرية وهيئة تنشيط السياحة غائبة عن المشهد السياحى الحالى فى مصر ولا تمتلك أدوات العمل السياحى الحقيقى ولا توجد رؤى حقيقية أو استراتيجية تنشيطية أو تسويقية وجدنا الزيارات المختلفة للمشاهير تمر أغلبها مرور الكرام دون أن تحرك ساكنا للقائمين على هذا القطاع الهام والحيوى .

ولان الخيوط والصلات مقطوعة ما بين القطاعين الحكومى والخاص فى حالة فريدة وتجربة غير مسبوقة لهذا القطاع الذى يرتبط قطاعيه الحكومى والخاص ارتباطا وثيقا، تجد فى بعض الاحيان زيارات لبعض المشاهير قام أصحاب فنادق أو شركات بدعوتهم لزيارة مصر فى غياب وزارة السياحة وهيئة التنشيط تماما، بل ان منهم من يبلغ الوزارة أو الهيئة دون استجابة حقيقية من أى مسئول ولا يعيروا الأمر أى اهتمام .

ولان الامكانيات المهنية لمتخذى القرار السياحى أضعف من الموقع والمسئوليات الموكلة اليهم فشهدت زيارة ميلانيا ترامب زوجة الرئيس الامريكى إلى مصر حالة ضبابية فى التعامل مع الزيارة، وكالعادة حدث تأخير كبير من وزارة السياحة فى بث اية انباء عن الزيارة للاهرامات رغم مقابلة الوزيرة لزوجة الرئيس الامريكى هناك وتم بث خبر عن الزيارة مرفقا به بعض الصور للزيارة بعد مغادرة ميلانيا مصر بأكثر من ثلاث ساعات بعد أن وجه الجميع انتقادات إلى وزيرة السياحة ومسئوليها لتجاهلهم الزيارة بل أن باقى صور الزيارة تم إرسالها فى الثانية والنصف قبل فجر اليوم التالى ! .

من المسلم به فى مثل تلك الزيارات أن يكون هناك استنفارا أمنيا وأن يكون هناك تعتيما على خط سير الضيف وتوقيتات الزيارات المختلفة، غير انه ايضا من المسلم به فى الاعلام متابعة الحدث واذاعة اخبار عنها والترويج للزيارة اذا كان هناك استفادة منها مثلما حدث من قبل على سبيل المثال مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والتى تم استغلال زيارتها للاهرامات فى بورصة برلين بعد الزيارة وأحدثت رواجا كبيرا للمقصد السياحى المصرى فى المانيا، وهو ذات ما حدث مع زيارة البابا فرانسيس لمصر وما حدث من تقدم فى رحلة العائلة المقدسة والرواج السياحى المصرى فى العديد من دول العالم بعد نشر صورة البابا امام النيل .

صناعة السياحة بتفاصيلها البسيطة ليست اختراعا ولكنها علم ولها أسس وقواعد ويجب أن نتبع تلك الاسس والقواعد وأن نتخلى عن فكرة وجود التراس للوزيرة للدفاع عنها فقط دون سند واقعى ودون حجة لا لشىء الا مجرد الدفاع عنها فقط، اذا اردتم العمل من أجل السياحة فالطريق واضح وممهد لان رصيد السياحة المصرية كبير ولا يحتاج إلى مشقة فى استعادة هذا الرصيد وتفعيله فى مختلف الاسواق المصدرة للسياحة إلى مصر .

وبالمناسبة ليس من التنشيط إختيار شركة سابقة اعمالها ضعيفة، وسقطاتها أكثر كثيرا من نجاحاتها ،وخططها ضعيفة جدا لتولى مسئولية الترويج والتنشيط والعلاقات العامة رغم انها تعاملت مع السياحة من قبل وفشلت فشلا ذريعا ويكون اختيارها بالامر المباشر مما يضع العديد من علامات الاستفهام والتعجب .

اختيار شركة للترويج والتنشيط يكون على أسس واضحة وشفافة ويتم وضع أهداف لتحقيقها ويكون عبر ممارسة يتقدم لها أكثر من شركة يتم المقارنة بينهم على أساس ما تقدمه كل منهم فى ملفها للترويج والتنشيط والعلاقات العامة وليس اختيارا بالامر المباشر مهما كانت المبررات التى يتم الترويج لها، حتى أن مسئولى الشركة انفسهم حينما تم سؤالهم عن خطط الشركة للترويج والتنشيط أكدوا انهم مازالوا يدرسون الملف والقطاع ولم يتم بعد تكوين فكرة كاملة عن خطط التحرك فى الاسواق المختلفة ! .

يا سادة السياحة هى قاطرة التنمية وهى ترتبط بها 70 صناعة أخرى ولدي مصر من المقومات والثروات الطبيعية ما يضعها فى مصاف الدول المتقدمة سياحيا والامر لا يحتاج الا لبعض الاخلاص فى العمل من أجل نهضة السياحة المصرية واستعادتها مكانتها وارقام 2010 ثم الانطلاق بعدها لافاق رحبة تسعى فيها صناعة السياحة إلى تحقيق اهدافها من تنمية الاقتصاد المصرى وزيادة الدخل القومى المصرى واحتياطى النقد الاجنبى وغيرها من الاهداف الاقتصادية التى تحتاجها مصر فعليا .

اخلصوا لمصر واعملوا من اجلها يرحمكم الله ، السياحة المصرية دجاجة تبيض ذهبا اذا اردنا لها ذلك .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى