شويّة دردشةعاجل

خلي عيونكم عليها| بقلم حاتم برهام

أعترف وبكل صراحة أنني لست ممن يحفظون كلمات الأغاني بدقة.. لكنني أمر هذه الأيام بحالة أجدني خلالها أتذكر بعناية جدا الأنشودة الوطنية الحالمة “لو بتحبوا البلد دي خلي عيونكم عليها“، التي ظهرت خلال أحداث غاية في الحساسية مرت بها أرض الكنانة مصر وكانت هناك أيادي متربصة بأمن بلدنا المفدى وشعبنا الطيب.

ولعل الباعث الرئيسي لهذه الخواطر التي قفزت على رأسي.. مشاعر القلق التي انتابتني، كما انتابت ملايين المصريين، بسبب افتعال بعض الأزمات وحياكة بعض المؤامرات وإطلاق الكثير والكثير من الشائعات التي تهدف إلى تكدير حالة التناغم والانسجام التي طالما جمعت بين أبناء الوطن الواحد.

فتكاد لا تتوقف ماكينات ترويج الأكاذيب والأبواق الإعلامية المأجورة، ولو ساعة، عن محاولة بث الفتن وتكدير السلم العام، والدليل على هذا واضح كالشمس ولا تخطأه عين فبداية من شائعات تسهيل مهمة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم في تهجير الأشقاء الفلسطينيين واستقبالهم في سيناء، مروراً بإقامة قواعد عسكرية أمريكية على جزيرتي ثيران وصنافير، وانتهاءً باستغلال قضية الطفل ياسين لإشعال نار الفتنة الطائفية بين عنصري الأمة.. كل هذا وغيره العشرات من الأكاذيب والأضاليل ما يدعونا للانتباه جيداً للمؤامرة التي تحاك ضد بلادنا.

ومن يستعرض حال الخريطة العربية من حولنا سواء في السودان التي انخرطت في أتون حرب أهلية طاحنة لا يعلم مداها أحد، ومروراً بالاقتتال الطائفي في سوريا الذي راح ضحيته مئات الضحايا، بخلاف ليبيا التي تتمزقها الصراعات السياسية بين الفرقاء، بخلاف الأوضاع المأساوية في لبنان واليمن.. وقبل كل هذا الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني الغاشم ضد اشقائنا الفلسطينيين.. كل هذا يكشف حدود المخططات الإجرامية المحدقة بوطننا المفدى مصر.

فبدون التطرق إلى تفاصيل هذه الأوضاع الكارثية، التي يعرف جميع تفاصيلها القريب والبعيد، تقف الدولة المصرية بكافة مؤسساتها، وفي القلب منها المواطن المصري الأصيل الصامد القابض على كل حبة تراب.. بكل قوة وحسم وحزم للتصدي لهذه المؤامرات وغيرها انطلاقاً من الإيمان الراسخ الذي لا يتزعزع بأن صون الأوطان هو أسمى الغايات وأرقى الأهداف.

وتنبع الضمانة الأساسية في مواجهة هذا الطوفان الهادر من الشائعات والفتن من وعي وإدراك الشعب المصري أن قيادته السياسية الوطنية لا تقبل أي تفريط أو تهاون في مواجهة أي تحديات تنال من مكانة مصر الرائدة كبيت العرب الكبير والحصن المنيع والباب المفتوح أمام كل شقيق عربي في أي محنة أو أزمة، فعلى مر العقود الماضية لم تغلق مصر بابها يوماً في وجه أحد.. لتظل هي الحصن الآمن المنيع لكل من يبحث عن الحياة المستقرة.

حفظ الله مصر بقائدها الوطني الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأبنائها المخلصين مسلمين ومسيحيين، وجميع مؤسساتها الوطنية التي لا تغمض لها عين لأجل حراسة الوطن والمواطنين، ولا نامت أعين الجبناء الذين يكيدون لبلادنا الشرور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى