آراءشويّة دردشة

حضارة هوليوود| بقلم وليد خيري سليم

ديسمبر ٢٠١٩ و أنباء عن وباء مستحدث ينتشر في الصين، يحصد أرواح البشر و يشل الحياه في واحد من اهم المقاطعات الصينية و العالم يشاهد، إغلاق مناطق و حظر تجول و إصابات بعشرات الآلاف، و امريكا تكاد تأمن على حدودها من شر الوباء، يخرج الينا المفوهون من الأدارة الأمريكية شاجبين تكتم الصين عن أصل و نشأة الوباء، مناوشات إعلامية و اجتهادات عالمية عن حرب بيولوجية و تسرب بيولوجي من معامل ووهان الصينية.

رعاة البقر في صلفهم المعتاد، يزعمون أن الفيروس هو انفلونزا متطورة و لا داعي للقلق، قبل مضي ستون يوما من ظهوره الأول في الصين، يصل الوباء إلى الولايات المتحده مصيبا عشرات الحالات، و في طريقه قد مر على القارة العجوز أوروبا مخلفًا وراءه ما لم تحدثه الحروب في ايام معدودات ايطاليا، اسبانيا، ألمانيا، فرنسا و بريطانيا.

دق الوباء عنق الصلف الأمريكي في النصف الثاني من شهر مارس، و في نفس الوقت تتعافى الصين و تصبح اقرب الى استئناف الحياة الطبيعية بجهود شعبها و حكامها، و ما زلنا مع العالم الأول، مع الغرب المتحضر، و قطب العالم الأوحد أمريكا، و قد ظهر جليا انهيار المنظومة الصحية و سبقتها منظومة إدارة الأزمة، و قبل كل ذلك .. تكشف زيف التحضر.

خمسون عاما من إعلام و أفلام دعائية تخلُص كلها إلى أن الأمريكي هو مخلص البشرية و حامي المجره و المدافع الأول عن حقوق الكرة الأرضية، لكن و اللهم لا شماته، قائد شعب الوهم الأمريكي قد بدا عاجزًا بعلمه و إعلامه و علمائه و عملائه عن إيقاف نزيف الأرواح، بل قد وصل الزيف منتهاه إلى عرض شراء شركة ادويه المانيه تقترب من إيجاد العلاج او المصل لتكون الشركة المكتشفة للعلاج نتيجة الشراء .. امريكيه، لتظل الصورة الذهنية التي حفروها في وجدان العالم انهم منقذوا العالم و لكن مع اعلان عدم علاج المصابين بالفيروس من أصحاب متلازمة داون ثم القرصنة على مستلزمات الوقاية و أجهزة التنفس الصناعي و يتبعها التأميم المقنع بفرض قانون الانتاج الدفاعي، عاد راعي البقر لوجهه القبيح و سار على درب اسلافه من قتلة الهنود الحمر أصحاب الأرض الاصليين.

كلمة اخيره .. إدارة الدول تختلف كثيرا عن إخراج أفلام هوليوود.

حفظ الله مصر شعبا و جيشا و رئيسا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى