تحقيقات و تقاريرعاجل

حرب غزة.. العالم فقد بوصلته الأخلاقية ولا أحد يقف لـ”نتنياهو”

لا تزال الحرب الإسرائيلية التي تخطت في جرائمها كل أساليب الوحشية، والتحديات الصارخة للقانون الدولي الإنساني، الذي يمنع إيذاء المدنيين أثناء الحروب، تواصل شهرها الثالث، وأكثر، ضد الفلسطينيين، منذ أن بدأت في 7 أكتوبر الماضي، ولا يزال وجه الشر، بنيامين نتنياهو يواصل التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد الأشقاء في قطاع غزة، شمالًا، وجنوبًا، وتواصل قواته المحتلة القصف المستمر على الفلسطينيين، الآمنين في منازلهم، والنازحين بعد انهيار منازلهم، وحتى الجرحى والمصابين داخل المستشفيات، إذ لم تسلم المستشفيات أيضًا من قصف الاحتلال، الذي يتعنت به وجه الشر نتنياهو ضد وقف إطلاق النار، متجاهلًا كل القوانين والاتفاقيات والمواثيق، حتى إن قواته المحتلة تقصف ملاجئ الأمم المتحدة.

الحرب الإسرائيلية الوحشية على المدنيين في غزة
من يقف لوجه الشر نتنياهو؟..

سؤال لا تجيب عنه القوانين الدولية، ولا مواثيق الأمم المتحدة التي من شأنها حماية المدنيين أثناء الحروب، وضمان عدم إيذائهم، إلا أن الحرب التي يشنها وجه الشر نتنياهو على أهل غزة راح ضحيتها حتى كتابة هذه السطور 25900 شهيد، و64110 مصابين، وبين كل لحظة والثانية يسقط شهداء بقطاع غزة إثر الحرب غير المنقطعة.

المجلس الوطني الفلسطيني، طالب اليوم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بإعلان دولة الاحتلال الإسرائيلي ضمن قائمة دول العار، وإعلان قطاع غزة منطقة منكوبة.

ودعا المجلس المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، وجميع دول العالم، إلى عدم الكيل بمكيالين، وأن يكون ميزان العدالة لجميع الشعوب بغض النظر عن العرق والدين واللون.

وإلى جانب المجتمع الدولي، دعا المجلس شعوب العالم، ومؤسسات المجتمع المدني، إلى تكثيف فعاليات التضامن، والضغط على حكوماتهم، للتحرك العاجل لوقف العدوان، وحرب الإبادة في قطاع غزة، وكل جرائم الاحتلال في الضفة الغربية.

متى تتحرك مؤسسات العدالة والقضاء الدولي من أجل تفعيل القانون والعدالة والمحاسبة الدولية، لمنع إفلات قادة الاحتلال من المحاسبة والعقاب؟.. سؤال يبحث عن إجابة ولم يجد!

استمرار دعم بعض الدول لإسرائيل يُشجعها على استمرار جرائمها، وهو ما يجعلها شريكة في ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، فضلاً عن الفشل في منع جريمة الإبادة الجماعية، الأمر الذي قد يعرضهم للمساءلة، وهو ما تدعو إليه الحكومة الفلسطينية، حيث ضرورة الضغط الدولي على إسرائيل لوقف العدوان على الفلسطينيين، فورًا.

الحكومة الفلسطينية

وتحاول الحكومة الفلسطينية، والمنظمات الدولية، التمكن من إيصال المساعدات والأدوية مباشرة من الضفة إلى غزة، مع التأكيد على ضرورة استعادة التيار الكهربائي وتأمين المياه فورا، وفتح جميع المعابر لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كاف، مع التأكيد على نوعية المساعدات لا كميتها فقط، لتصف كل هذه المحاولات كارثية الوضع الحالي في غزة التي يقول عنها السفير الفلسطيني لدى القاهرة، دياب اللوح، إنها باتت منطقة منكوبة.

سفير فلسطين بالقاهرة

ويضيف سفير فلسطين بالقاهرة، في حديثه لـ”بوابة الأهرام”، أن الصمت الدولي بشأن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل المحتلة بحق الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر، مخزٍ وعار على جبين الإنسانية، ويجب أن يتحرك العالم لوقف هذه الإبادة إذ لا فرق بين دين، أو عرق، في الإنسانية، لكن الرد مخزٍ حين تأتي تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم :”لا نعتقد أن هناك أدلة على قيام إسرائيل بإبادة جماعية بحق الفلسطينيين”، ماذا يعني إذن استشهاد 25900 مواطن، و64110 مصابين في ثلاثة أشهر؟!!!

تدمير البنية التحتية

يقول رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، إن حرب إسرائيل هي ضد الشعب الفلسطيني، ومؤسساته، وهذا يتمثل، إلى جانب الإبادة الجماعية في غزة، بالتدمير الشامل للبنية التحتية في المخيمات، والمدن، والاقتحامات اليومية، والقتل، والاعتقال، وإقامة البؤر الاستيطانية، ومصادرة الأراضي، وهدم المنشآت، مع تكثيف الحواجز العسكرية، هذا إلى جانب قرصنة أموال الضرائب، وجميع هذه السياسات تخدم هدف وجه الشر، نتنياهو، الرئيسي، وهو تقويض إمكانية إقامة دولة فلسطينية.

استيطان وإرهاب المستوطنين

ورحب رئيس الوزراء “أشتية” بالحراك الأوروبي نحو اتخاذ إجراءات عقابية ضد الاستيطان، وإرهاب المستوطنين، داعيًا للاعتراف بدولة فلسطين من قِبَل جميع الدول المؤمنة بحل الدولتين، معتبرا أن الحل السياسي يجب أن يكون ضمن إطار دولي، بعد فشل نموذج المفاوضات الثنائية خلال ثلاثين عامًا.

اليوم التالي للحرب

وقال “أشتية”: “اليوم التالي للحرب سيحمل تحديات كبرى، منها التعامل مع الوضع الإنساني الصعب والدمار الكبير، وغزة بحاجة إلى إغاثة وإعادة إعمار، وكامل الأراضي الفلسطينية بحاجة إلى خطة لإنعاش الاقتصاد عبر جهد دولي ضمن إطار الحل السياسي”.

والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد رفضه القاطع للمُخططات الإسرائيلية للتهجير القسري، مُشددًا على أنه لا حل أمنيًا أو عسكريًا لقطاع غزة، وأن غزة هي جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مُخططات سلطات الاحتلال في فصل القطاع عن الضفة بما فيها القدس، أو إعادة احتلاله، أو اقتطاع أي جزء منه.

جرائم الاحتلال

وأكد أبو مازن وجوب وقف سلطات الاحتلال الإسرائيلي لممارساتها واعتداءاتها لتقويض حل الدولتين، وجرائم المستوطنين الإرهابيين، واعتداءات قوات الاحتلال، ووقف حجز أموال “المقاصة” الفلسطينية.

وجدد الرئيس الفلسطيني التأكيد على الالتزام بالشرعية الدولية، ووجوب حصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة في الأمم والمتحدة، وعقد مؤتمر دولي للسلام.

المرصد الأورومتوسطي

قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان، إنه يجب تبني مواقف ضاغطة على الاحتلال الإسرائيلي لوقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.

ويؤكد رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، على ضرورة تسيير دخول المساعدات لقطاع غزة، قائلًا: “نأمل في قرار إيجابي لمحكمة العدل الدولية غدًا، بشأن جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين”.

العالم فقد بوصلته الأخلاقية

وتقول الدول الأعضاء في إقليم شرق المتوسط حول عمل منظمة الصحة العالمية في مجال الطوارئ الصحية، إن العالم فقد بوصلته الأخلاقية، عندما فشل في فرض وقف دائم لإطلاق النار في الحربين الدائرتين في قطاع غزة والسودان.

وقال وزير الصحة السوري الدكتور حسن الغباش، إن الإقليم عانى من حالات طوارئ متعددة على مدى سنوات، مشيراً إلى أن العام الماضي كان الأسوأ على الإطلاق، نتيجة الزلازل المروعة التي ضربت كلاً من أفغانستان والمغرب وسوريا، وحصدت آلاف الأرواح، كما اجتاحت الفيضانات ليبيا، وعصف الجفاف بالصومال، الأمر الذي تسبب في عشرات آلاف الوفيات بين الأطفال، والتي كان من الممكن تجنبها.

منظمة الصحة العالمية

وأضاف أن منظمة الصحة العالمية وثقت 73 حالة تفش مرضية خلال العام الماضي، وهو ضعف العدد الذي تم توثيقه خلال عام 2021، وذلك في تواصل مستمر لفاشيات الأمراض وأوبئة الحصبة والكوليرا وحمى الضنك، وهذا الأمر ما هو إلا انعكاس لتدهور النظم الصحية بسبب النزاعات وهشاشة الدول وتغير المناخ.

قصف النازحين

وأشار إلى أن الأزمات الأكثر إثارة للقلق في الوقت الراهن هي ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما يقاسيه السودان، حيث إن عمال الإغاثة في غزة يشهدون أقسى وأشد الظروف مع تصاعد العنف، بينما تكافح وكالات المعونة من أجل تقديم المساعدة، وفقد ما يزيد على 25900 من سكان غزة حياتهم، في حين جرح حوالي 64110 آلاف شخص، بينما أدت الأحداث في السودان إلى تشريد عدد كبير من الأشخاص.

وقال “الغباش”:”لقد فقد العالم بوصلته الأخلاقية عندما فشل في فرض وقف دائم لإطلاق النار في هاتين الحربين”، مشيراً إلى أن العالم يجب أن يشعر بالخجل لما يظهره العاملون الصحيون في الخطوط الأمامية في غزة والسودان وغيرهما، من شجاعة بطولية، وتضحيات كبيرة.

قصف المستشفيات والملاجئ

ويستعد مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، للقاء مسئولين إسرائيليين، ومصريين، وقطريين، للمساعدة في التوصل إلى صفقة تبادل بشأن المحتجزين.

و​أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهدافه لمستشفى الأمل، في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، لليوم الرابع على التوالي، وسط حالة من الرعب، والقلق، في صفوف النازحين، واللاجئين بداخلها.

وأضافت الجمعية، أن الاحتلال يفرض أيضًا حظر تجوال كامل في محيط المستشفى، منذ ظهر الأمس، حيث يمنع حركة الطواقم الطبية من وإلى المستشفى، مشددًا الهلال الأحمر الفلسطيني، على أن آلاف النازحين، يعيشون في حالة من الرعب والقلق المستمر، جراء استمرار حصارهم مع تواصل القصف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى