تامر مرسي.. صنايعي إعلام المصريين
افتتاحية بروباجندا
جاءت الكلمات الراقية التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال فعاليات افتتاح عدد من المشروعات بهيئة قناة السويس، والتي أشاد خلالها بالدراما الرمضانية التي نجحت في تسليط الضوء على بطولات القوات المسلحة والشرطة المصرية وأبرزت الأدوار الوطنية لجميع مؤسسات الدولة المصرية كأعلى وسام استحقاق من الدرجة الرفيعة على صدر مؤسسة إعلام المصريين التي يترأسها تامر مرسي النجم الساطع في سماء الإعلام المصري.
وأضاف السيسي، أن شهداء الجيش والشرطة تعرضوا للنار والرصاص بدلا عن الشعب المصري، مؤكدًا أن تلك الفترة الصعبة من الإرهاب مرت بفضل الله وتحديات المصريين.
وتابع: «لن ننسى تلك الفترة الصعبة، والدراما تحدثت عن أحداث عدة بعد تجاوزها بشكل كبير وتذكرنا بأيام صعبة مرت علينا بفضل الله وتضحيات المصريين، ولم تمر إلا بتضحيات الشعب المصري».
تأثير القوة الناعمة
الإعلام القوة الناعمة الأكثر تأثيراً .. نظرية يحفظها عن ظهر قلب كل من يعمل أو يهتم بالحقل الإعلامي ليس في مصر وحدها بل في جميع أنحاء العالم.. ومن هذا المنطلق تصدر اسم المنتج تامر مرسي، وسائل الإعلام بصفته رئيس مجلس إدارة “مجموعة إعلام المصريين” المالكة للعديد من القنوات الفضائية، كأحد أشهر الرموز الإعلامية في مصر.
ورغم انقضاء أيام شهر رمضان المعظم إلا أن النجاح الكبير الذي حققته دراما هذا العام لا زالت حديث الصباح والمساء في الشارع المصري، فلا تخلو أحاديث المصريين من ذكر الجهد الرائع المبذول في انتاج وإخراج وتمثيل مسلسلات شهيرة مثل “الاختيار 2″، ويتلهف المشاهدون لعشرة أجزاء أخرى تبرز فداء وتضحيات أبناء مصر المخلصين، وكذلك مسلسل “هجمة مرتدة” و”القاهرة كابول” و”ضل راجل” والتي كشفت المؤامرات الدنيئة التي يتعرض لها الوطن على أيدي المرتزقة والخونة ومن باعوا ضمائرهم وشرفهم مقابل الحصول على المال الملوث بدماء الأبرياء.
ومما يحسب لإعلام المصريين أيضاً أنه وبحق جدير بحمل هذا اللقب.. فبشهادة القاصي والداني نجح تامر مرسي وفريق العمل المتميز بـ “سينرجي” في السيطرة على جودة المحتوى الذي يتم تقديمه للمواطنين، وكذلك القضاء على فوضى “مسلسلات الشباك” بما كانت تحمله من سلبيات لا تخطأها عين مثل الألفاظ النابية والمشاهد الخارجة على الآداب العامة كما نجح إلى حد كبير جداً في تقديم محتوى إعلامي متنوع ما بين الأكشن والتراجيدي إلى جانب الكوميديا.. وهذه إحدى أهم سمات الإعلام المتمكن.
تاريخ لا ينسى
تشير المعلومات إلى أن المنتج تامر مرسي اقتحم سوق الدراما قبل 14 عاما وتحديدا في العام 2007، بعد أن نجح فى تكوين شركة “سينرجي للإنتاج الفني، وكان أول مسلسل من إنتاجه هو “حق مشروع” للفنان القدير حسين فهمي والفنانة عبلة كامل وأحرز العمل الفني نجاحاً مبهراً أنذاك خصوصاً أنه حرص على تقديم التيمة الفنية المحبوبة والخاصة بتناول المجتمع الصعيدي بعاداته وتقاليده.
وفى العام التالي أنتج “مرسي” ثلاثة أعمال جملة واحدة خلال رمضان 2008 وهي: “عدى النهار” بطولة الفنان صلاح السعدني، و”قلب ميت” بطولة النجم شريف منير، و”أدهم الشرقاوي” بطولة محمد رجب، وفى العام التالي اكتفى بعملين فقط “بشرى سارة” بطولة ميرفت أمين و”حدف بحر” بطولة سمية الخشاب.
وكان المنتج تامر مرسي يحرص على التعاون مع نجوم مختلفين في كل موسم رمضاني من أجل الانتشار وزيادة ثقل اسم شركته فى سوق الدراما ، وبالفعل فى رمضان 2010، أنتج مسلسل “أزمة سكر” بطولة أحمد عيد و “أغلى من حياتي” بطولة محمد فؤاد، وكرر تعاونه مرة أخرى مع الفنان شريف منير فى “بره الدنيا” وشاركته فى البطولة نسرين إمام.
وفي العام 2011 جاءت أولى خبطات “سينرجي” بعدما نجحت الشركة فى إعادة الفنان عادل إمام إلى الدراما التليفزيونية، التي غاب عنها أكثر من 30 عاماً، منذ عرض مسلسله “دموع فى عيون وقحة”، وتعاقد تامر مرسي مع الزعيم على مسلسل “فرقة ناجي عطا الله” الذي كان من المفترض عرضه فى رمضان 2011، ولكن بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية التي مرت بها الدولة بعد أحداث 25 يناير، تأجل عرض المسلسل إلى العام التالي، واكتفت الشركة بالمنافسة خلال الماراثون الرمضاني بمسلسل “مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة” بطولة الكوميديان محمد هنيدي.
وقد شهدت الأعوام ما بين 2012 وحتى 2015 تحولاً مهماً في استراتيجية “سينرجي”، فكان تامر مرسي يكتفى بإنتاج عمل أو عملين خلال موسم رمضان، إلا أنه بدأ المنافسة على أكبر ما يكون ليتصدر سوق الدراما التليفزيونية بقدوم رمضان 2016، حيث أنتج سبعة مسلسلات مع نجوم الموسم من بينها “مأمون وشركاه” للفنان المخضرم عادل إمام ومسلسل “أبو البنات” للنجم مصطفى شعبان و “القيصر” للفنان يوسف الشريف، و”الطبال” للنجم أمير كرارة، و”شهادة ميلاد” للفنان طارق لطفي و”الكبريت الأحمر” للفنان الشاب أحمد صلاح السعدني.
وفي رمضان من العام 2017 زاد الرقم إلى 9 مسلسلات بعد تعاونه مع نجوم الصف الأول، “أرض جو” للفنانة غادة عبد الرازق، “هربانة منها” لياسمين عبد العزيز، و”عفاريت عدلي علام” للزعيم عادل إمام، و”كفر دلهاب” للفنان يوسف الشريف، و”اللهم إني صائم” لمصطفى شعبان، و”لمعي القط” لمحمد إمام، و”في اللا لا لاند” للنجمة دنيا سمير غانم، و”طاقة نور” للفنان الكبير هانى سلامة، و”وضع أمني” لعمرو سعد.
وفى رمضان العام 2018، أنتج تامر مرسي سبعة مسلسلات “مليكة” لدينا الشربيني، و”ربع رومي” لمصطفى خاطر، «كلبش2» أمير كرارة، «أيوب» مصطفى شعبان، «رسايل» مي عز الدين، «فوق السحاب» هانى سلامة، «ضد مجهول» غادة عبد الرازق، وانخفض الرقم مع خروج عادل إمام من قبضته، بجانب اتجاه «تامر» إلى الإنتاج السينمائي من خلال شركة «سينرجى فيلمز» التي دشنها العام قبل الماضي، أنتجت مؤخرا فيلم «ليلة هنا وسرور» و«بني آدم» و«الكويسين».
وكان الموسم الدرامي لشهر رمضان 2019 بداية هيمنة كاملة للمنتج تامر مرسي بعد تعاقده مع 14 نجمًا لاكتساح السباق الرمضاني، وهم أمير كرارة “كلبش 3″، ومصطفى شعبان “أبو جبل”، ومي عز الدين “البرنسيسة بيسة” وياسمين عبد العزيز “لآخر نفس”، ومحمد رمضان “زلزال”، ومحمد إمام “هوجان”، وياسمين صبري “حكايتي”، وياسر جلال “لمس أكتاف”، ومصطفى خاطر “طلقة حظ”، ومحمد رجب “علامة استفهام”، وهانى سلامة “قمر هادي”، وأحمد فهمي “الواد سيد الشحات”، وحمادة هلال “ابن أصول”، ودنيا سمير غانم “من أول نظرة”، بالإضافة إلى مسلسل “بركة” بطولة عمرو سعد، والذى خرج من سباق رمضان الماضى، وبذلك وصل نصيب تامر مرسي إلى 15 مسلسلا فى رمضان، بخلاف “بحر” بطولة الفنان ماجد المصري المقرر عرضه خارج الموسم الرمضاني.
وأخيراً ، وليس آخراً وبشهادة القاصي والداني، فقد جاءت المسلسلات التي ملأت الشاشات لرمضان من العامين 2020 و 2021 لتؤكد الاحتفاظ بمسيرة التميز والريادة التي بدأها رجل الإعلام القدير تامر مرسي وأنه لا تنازل عن القمة.
انتقادات للاحتكار
بطبيعة الأحوال لم يسلم تامر مرسي من أسهم الناقدين حيث واجه طوفان من الهجوم من بينها الانخفاض الملحوظ في عدد الأعمال الدرامية المنتجة لأكثر من النصف، واحتكار جهة إنتاج واحدة تابعة لـ “مجموعة إعلام المصريين” التي تسيطر على أغلب المنصات الإعلامية في مصر.
كما أثيرت تساؤلات حول رقابة أجهزة سيادية على مضمون الأعمال الدرامية بدعوى عدم السماح بـ “مخالفة المعايير الأخلاقية” أو “الأمنية”.
فيما يرد المؤيدون على هذه الاتهامات أن الخطوات التي اتخذت تحد من سطوة “النجوم الكبار” وارتفاع أجورهم المبالغ بها، إضافة إلى تقنين الإنتاج الدرامي بما يضمن عدم خسارة القنوات العارضة وضمان حجب التأثيرات السلبية للمشاهدين.
وقد اكتفى “مرسي” لقطع الطريق على ذلك بتوضيح : “إنه بدأ العمل على إعادة هيكلة القنوات الفضائية في المجموعة من أجل النهوض بالرسالة الإعلامية ورسم مستقبل أفضل في ظل ما طالب به رئيس الجمهورية من حتمية قيام الإعلام بدوره المطلوب في تنمية الدولة”.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أثنى في أحد مؤتمرات الشباب على المؤشرات الجديدة في الأعمال الدرامية في الماضي إذ قدمت “عناصر بناء إيجابي” ولم تسع الا إلى المكسب فقط.
استثمار إعلامي ناجح
وفي خطوة غير مسبوقة في صناعة الدراما في مصر، قررت شركة “سينرجي” للإنتاج الفني المملوكة لتامر مرسي منع عرض المسلسلات التي أنتجتها لهذا الموسم الرمضاني عبر “يوتيوب”، ولكن عبر تطبيق جديد هو “Watch It”، وبدأت الترويج له عبر شاشات القنوات التي تمتلكها إعلام المصريين وذلك ضماناً لحقوق الملكية الفكرية ووقف عمليات السطو وتحقيق أعلى ربحية من عوائد تسويق وعرض الدراما.
والتطبيق غير مجاني ومتاح في المتجر الخاص بالأجهزة التي تعمل بنظامي Android و Apple لتحرم بذلك ملايين المشاهدين الذين اعتادوا متابعة ما قد يفوتهم من مسلسلات عبر “يوتيوب”.
وهنا تباينت الأحكام، ففي حين اعتبر البعض أن احتكار شركة إنتاج واحدة للمشهد الدرامي يؤثر سلبًا على صناعة الدراما في المستقبل، لأنه بعدم وجود تنافسية حقيقية لن يتواجد سوى نجوم معينين كل عام، ومن ثم ستتأثر الصناعة بشكل كبير في الفترة المقبلة”، في المقابل رأى كثيرون أن هذه خطوة تنظيمية طالما تأخرت وكان لا بد منها لحفظ الحقوق المالية والفكرية في مواجهة جرائم الاستغلال غير الشرعي للإنتاج الفني المصري.
تطوير ماسبيرو
وفي خطوة غاية في الأهمية ، وافق أعضاء مجلس إدارة الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة حسين زين في شهر مارس الماضي، نهائيا، على تعاون شركة “إعلام المصريين” وماسبيرو في تطوير القناتين الفضائية المصرية والثانية لمدة 5 سنوات.
وأقر المجلس الاتفاق المبرم بواقع ٥١٪ للهيئة الوطنية للإعلام و٤٩٪ لشركة إعلام المصريين ، على أن يتم البدء بتغيير شكل المحطات ثم يليها مرحلة تحديث المضامين في البرامج المختلفة على الشاشتين.
وتضمنت الموافقة أيضا اعتماد مجلس الهيئة التعاون مع إعلام المصريين للبدء في إنشاء القناة الأرضية “تايم سبورت” التي تقوم ببث مباريات كأس الأمم الأفريقية ٢٠١٩ والتي تقام بمصر شهر يونيو الجاري.
كلمة أخيرة
تحية لتامر مرسي الذي أيقن جيداً أهمية ترشيد الإعلام ويعمل مخلصاً للارتقاء وإعادة لفظ “إعلام الريادة” لأرض الكنانة مصر.. لذا يستحق بجدارة لقب “صنايعي إعلام المصريين” .