آراءشويّة دردشةعاجل

بالونة المعارضة| بقلم شيرين خالد

بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة وأهلي وإن ضنُّوا عليَّ كرام، هكذا هي الفطرة السوية التي تؤمن بقيمة الوطن، حينما نبحث في سجل التاريخ نجد من الشخصيات المعارضة الكثيرين ممن شكلوا فارقًا حقيقيًا لصالح الوطن” ومنهم الآن نماذج شبابية أثرت الحياة السياسية برأيها المستنير وفكرها المعتدل حتى في المعارضة، معارضة حقيقية تؤمن بنظريات النقد البناءة التي توفر البدائل وتبحث الأسباب وتستوعب وتنظر إلى الدلائل.

ولكن هل المعارضة التي نراها الآن من خلال النخب السياسية تحت مظلة ” أحزاب الحركة المدنية الديمقراطية ” هي المعارضة التي تبني الأوطان أم أنها معارضة تحت شعار ” خلقت لأعترض ” ؟

وهل تعبر عن فكر الشباب بهذه الأحزاب أم أنها قرارات فردية لقيادات تبحث عن ” الشو ” ؟

حينما دعا السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى حوار وطني يجمع أطياف المجتمع المصري ويكفل حق المعارضة في التعبير عن وجهات نظرها في كافة المحاور للوصول إلى صورة توافقية تبحث أولويات العمل الوطني، وآلياته نحو بناء الجمهورية الجديدة.

كانت تلك الفرصة هي الأولى من نوعها للترحيب بالرأي المعارض للسلطة للمشاركة في حوار تدعمه السلطة وذلك لإتاحة الفرصة الحقيقية للاستماع لوجهات النظر المختلفة في كافة قضايا المجتمع وهو ما لمسناه حتى في اللقاءات التليفزيونية التي أقيمت عقب إعلان السيد الرئيس عن الحوار الوطني.. إعلام حر استطاع فيه المعارضون التعبير عن آرائهم بأريحية تامة.

ولكن هل ما رأيناه من رد فعل أخير وانسحاب لأحزاب الحركة المدنية الديمقراطية ” المعارضة” من الحوار الوطني لأسباب أراها من وجهة نظري غير منطقية دليل على الصدق في الغاية والهدف أم أنه يكشف جوهر المتحدثين باسم المعارضة والذين لا يمثلون المعارضين بشكل عام هم فقط بعض منهم، جوهر ظهر حينما غابت أسماؤهم عن قائمة مقرري اللجان وإن كان هناك من يمثل هذا التيار من ذوي الخبرة والكفاءة العلمية أو من الشباب الوطني الذي لا يسعى لمجد شخصي.

البعض الذي آثر نفسه على الوطن وفي سبيل تحقيق المجد الشخصي سعى نحو الحصول على ما يسمى ” اللقطة” دون الالتفات لتضييع الفرصة على من يمثلونهم في التعبير عن آرائهم لعلها تفيد الوطن.

المواقف كاشفة والحقائق لا تظل كثيرًا قبل الظهور، فالمعادن تنجلي بمرور الوقت لتظهر أصالتها من عدمها، ولنا في التاريخ من العبر الكثير.

الالتفاف حول الوطن للعبور من الأزمة ليس خيارًا وإنما فرضًا لا نقاش فيه كنت مؤيدًا أو معارضًا.. حينما ينادي الوطن لابد من إجابة النداء.

ولا سيما أن الدولة المصرية كفلت حق التعبير عن الرأي وما شهدناه من عفو رئاسي عن ما يقرب من ألفين سجين رأي بعد الفحص من قِبَل لجنة العفو الرئاسي خير دليل، وما وجدته أحزاب المعارضة من فرصة للتعبير عن مطالبهم وآرائهم على مرأي ومسمع من الجميع على شاشات التلفزيون وفي الصحف ليس شيئًا صوريًا وإنما هو خير دليل على مصداقية الدولة المصرية في تناول الآراء والترحيب بكافة وجهات النظر وفي النهاية تغليب مصلحة الوطن على الجميع.

حينما يمتلك الشخص رأيًا يؤمن به ولديه من الحجج والبراهين ما يدعمه يتمسك بحقه في العرض ولكن الانسحاب دليل على أن بالونة المعارضة قاربت من الانفجار لتتشتت بين باحثين عن المجد الشخصي وبين متراجعين عن الركب لمواكبة السير على خطى الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى