صحةعاجل

الطب الصيني بين الإبداع والإرتجال


قالت الـ د. عبير النجار
دكتوراه في الإبر الصينية جامعة نانجينج الصين دبلوم الكلية النوردية للطب الصيني – كوبنهاجن، الدنمارك وبكالوريس علاج طبيعي – جامعة القاهرة .

هل یجوز أن يقوم طالب في السنة الأولى بكلية الطب أن يعالج المرضى ويستخرج تصريح مزاولة مهنة ويتردد عليه المرضى على عيادته الخاصة ؟ الإجابة بالقطع لا ..

 

 

 

 

 

 

 

 

وهذا ما يحدث على أرض الواقع في فوضى العلاج بالإبر الصينية في العالم العربي وللأسف بمصر بصفة خاصة بالرغم من كون العلاج بالإبر الصينية يعد من أهم أساليب العلاج من أمراض شتى ويتم تطبيقه في المئات من مراكز العلاج والمستشفيات في اوربا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وغيرها من دول العالم المتحضر بشرط أن يكون المعالج قد أتم سنوات من الدراسة الجادة العملية والنظرية في الكليات المعتمدة بالصين والعالم الغربي الذي أدرك قيمة الطب الصيني، على عكس للأسف مايحدث في مصر في هذا السياق اذ أن العلاج بالإبر الصينية غير معترف به أصلا في مصر بالرغم من تدريسه وتطبيقه في أكثر الجامعات والمستشفيات ذات الشهرة والمكانة الدولية .

وإتصالا بذلك فالكارثة هي أن من يقوم بالعلاج بالإبر الصينية في مصر يسيء بشكل كبير إلى الطب الصيني اذ أنه لا يأتي بأية نتائج ملموسة على المريض وذلك بسبب أن المعالج يستند إلى أنه تلقى دورة تدريب في أي معهد غير مرخص لمدة ساعات قليلة ثم يعتمد هذا المستند المضلل بشكل روتيني من الجهة المعنية التي تتبعه ثم يعود الى الوطن ليمارس ممارسات طبية خاطئة بصفته خبير في الإبر الصينية وينعكس ذلك سلبا على المريض وسمعة الطب الصيني ومايزيد الطين بلة أن هناك من يستخدمون نفس ابر العالج لأكثر من مرة ليساهموا بشكل مباشر وفعال في نقل الأمراض الخطيرة .

 في هذا السياق يمكنني القول أن هؤلاء وجب مسائلتهم قانونيا كما يحدث في بلاد الغرب ولكن للأسف بعض من دول عالمنا العربي يسبح في عالم الفوضى فيما
يتصل بالتوعية الصحية .

 و إليكم نبذة مختصرة عن هذا النوع من العلاج، فيعد الصينيون هم أول من استخدم الإبر الصينية لعالج الكثير من الأمراض والآلام و ذلك منذ الاف السنين ويرون أن الإبر
تعمل على تنشيط الجهاز المناعي وإعادة التوازن بجسم الإنسان ويتم إعادة التوازن بالجسم بغرز الإبر في مواضع محددة بمسارات الطاقة داخل الجسم وتسمى ” تشي ” .
والإبر الصينية هي إبر رفيعة جدا تغرز في أماكن محددة من الجسم وفقا لكل حالة

او الوقاية منها وهي طريقة مسالمة وطبيعية لعلاج الكثير من الأمراض او الإختلالات وتعالج اعتلالات بدنية أو عقلية أو عاطفية .

وأقرت منظمة الصحة العالمية العلاج بالإبر الصينية وكما سبق الإشارة فإنه توجد المئات من الكليات المتخصصة تختص بهذا النوع من العلاج بالمجتمع الغربي والصين واسيا بالطبع وللأسف فإن وزارة الصحة بمصر لا تعترف بهذا النوع من العلاج حتى الآن ! ومن بين الأمراض التي حقق الطب الصيني نتائج جيدة للغاية ومدعمة بأبحاث
ونتائج معتمدة الإكتئاب , جميع أنواع الآلام , الصداع , الشلل النصفي ومضاعفاته , السمنة والنحافة , بعض حالات العقم , مشاكل الضعف الجنسي , الخصوبة , أمراض الأنف والجيوب الأنفية , مشكلات تأخر الأطفال في الحركة والكلام , القلق والأرق , تنظيم افراز اللبن بعد الولادة , ارتفاع ضغط الدم , التنميل , الأمراض الصدرية وتقوية
تنشيط الجهاز المناعي وغيرها من الامراض الأخرى .

 ومن المهم التأكيد على أن هناك أمراض لا يمكن للإبر الصينية أن تتعامل معها أهمها السرطان بكافة أنواعه والإلتهاب الكبدي والوبائي والسكر وأي معالج يتباهى
بأنه يمكن علاج هذه الأمراض فلابد من توخي الحذر منه .

هذا ومن المهم الإشارة إنه بلغ العلاج بالإبر الصينية من الدقة والكفاءة بحيث تجري حاليا عمليات تخدير كلي للمريض بواسطة هذا النوع من الطب الصيني خلال
جراحات القلب المفتوح , ويبقى المريض يقظا أثناء الجراحة و منتبها لما يدور من حوله ولايشعر المريض بالألم حتى أثناء نشر عظم صدره .

جدير بالذكر أيضا إلى أنه توجد العديد من الأساليب حول كيفية استخدام الإبر والتي أثبتت فعاليتها خلال التجارب العلمية الموثقة وتتخلص في الآتي :

1 . الوخز بالإبر الذي يحفز افراز المادة المخففة للآلام ” اندورفين ” Endorphin .

2 . الوخز بالإبر الذي يؤثر على إفراز المواد التي تنقل إشارات الأعصاب من والى المخ ” نيروترانسميترس ” Neurotransmitt .

3 . الوخز بالإبر الذي يؤثر على الجهاز العصبي .

4 . الوخز بالإبر الذي ينشط الدورة الدموية .

5 . الوخز بالإبر الذي يؤثر على التيار الكهربائي للجسم .

وفيما يتصل بوخز الأذن Ear Acupuncture فيمكن استخدام هذا النوع من العلاج لعلاج أمراض مختلفة كانقاص او زيادة الوزن والمساعدة في الإقلاع عن التدخين وبعض أمراض الجهاز الهضمي والربو والضعف الجنسي .

ويوضح الطب الصيني أن الأذن هي مفتاح الجسم كله تعيد الطاقة إلى كل مسارات الجسم ومن الثابت علميا أن استخدام الإبر الصينية للعلاج مأمون تماما ولم تسجل له أي مضاعفات أو أعراض جانبية .

وفي النهاية، يهمني أن أكرر أنه يجب في مصر ألا نتعامل مع الطب الصيني بسطحية مع ضرورة توخي الحذر في إختيار الطبيب المعالج والتأكد أنه درس الطب الصيني بعمق وتدرب عليه لسنوات بحيث الا يصبح نوعا من الفهلوة وليس علما نافعا شهد له العالم المتحضر بعظمته وبراعته .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى