شويّة دردشة

الذين سقطوا.. وعلمونى!! .. نصر القفاص

12041393_10153708183461834_645909875_o

علاقتى بالشيخ “صلاح أبو اسماعيل” قامت على ثقته فى شخصى, فى ضوء تجربة.. فالرجل تنقل بين أحزاب “مصر” الذى كان يقوده “ممدوح سالم” رئيس الوزراء فى نهاية السبعينات, و”الوفد” بزعامة “فؤاد سراج الدين”.. ثم حزب “الأحرار” الذى أسسه “مصطفى كامل مراد” وكانت له حكاية مع كل تجربة تحتاج لصفحات إن تمكنت من اختصارها!!

تجربة الشيخ “صلاح أبو اسماعيل” مع “الوفد” أثارت جدلا واسعا.. لأن الحزب أصدر بيانا أعلن فيه استقالته.. بينما الشيخ “صلاح” يعلن ويؤكد أنهم فصلوه من الحزب.. ووسط هذه الحالة – آنذاك – أجريت حوارا صحفيا مع الدكتور “وحيد رأفت” نائب رئيس حزب “الوفد” فقال بوضوح وصراحة: “لقد فصلناه”!! وهنا تلقف الشيخ “صلاح” هذا الكلام, لكى يتراشق مع “فؤاد سراج الدين” متهما إياه بأنه يروج الأكاذيب!! وبعدها كان لقائى وحوارى الصحفى معه, ومنذ تلك اللحظة ترسخت علاقتنا التى وصلت إلى حد الصداقة.. وتحمل اكثر من مجلة وصحيفة عربية, إشادته بمصداقيتى وقدراتى المهنية.. وخلال فترة زمنية ليست بالقصيرة, كنت ألتقى الشيخ “صلاح” وفى معظم المرات كان اللقاء فى منزله – مكتبه – بالدقى.. والمدهش أن علاقتى كانت وثيقة بالعمدة “سماح صبيح” الذى كان يشاركه تمثيل دائرة واحدة.. وكان “الشيخ” يداعبنى بسؤالى عن تلك العلاقة.. ويداعبنى بحب وتقدير حول علاقتى باللواء “زكى بدر” وزير الداخلية فى ذلك الوقت, وكان ثلاثتهم على خلاف لحد الخصومة!!

فى معظم المرات التى التقيت فيها الشيخ “صلاح أبو اسماعيل” كنت ألتقى “حازم صلاح أبو اسماعيل” الذى يبادرنى بالسلام, ويلقى التحية مسبوقة بوصف “إزيك يا عمو” وكان والده يضحك فى كل مرة وهو يصفه بأنه طيب و.. (وصف لن أصرح به تأدبا)!! وتمر السنين لأرى “حازم” إبن الشيخ “صلاح” يتقدم الصفوف, ويتحدث كزعيم طارحا نفسه كمرشح لرئاسة جمهورية مصر العربية.. بما كان يجعلنى أضرب كفا بكف.. لذلك كنت أسخر من تلك الصورة واصفا إياه بأنه “حازم صلاح الدين الأيوبى أبو اسماعيل” إلى أن احترقت صورة “الإخوان” وداس عليها “الشعب المصرى الشقيق” بأقدامه يوم 30 يونيو خلال ثورتهم الأعظم خلال تاريخهم.

هذه حكاية علمتنى أن أرتاب فى الدكتور “محمد البرادعى” منذ أن أطل على الوطن برأسه المريب والغريب.. وجعلتنى أتابع “أحمد شفيق” مندهشا حين تمكن من بلوغ لحظة الحسم على منصب رئيس الجمهورية.. أما “محمد مرسى” فكان سر اكتئابى وجنونى, لأنه المجهول الذى تمت “فبركته” لكى يحكم مصر طوال عام أسود!! وأضف إلى ذلك عشرات من الذين كنت أحترمهم وسقطوا.. وغيرهم من الذين كانت تحيطهم علامات استفهام ثم جاءت الإجابة بالسقوط.. إضافة إلى آخرين خدعونى فأخطأت باحترامى لهم, لكنهم سقطوا.. وحين أروى الحكايات ستعرفون سر تفاؤلى بالمستقبل, لأن الذين سقطوا إختصروا على مصر سنوات طويلة من الخداع.. ولنا فى “حسنى مبارك” نموذجا باعتباره “مانيكان فساد” خرج من رحم البطولة حيث انتصارات أكتوبر.. وتلك قيمة التجربة ومعنى الحياة.. واسمحوا لى أن أكتب لكم عن الذين عرفتهم وتعلمت دروسا من فهمهم!!

نصر القفاص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى