آراءشويّة دردشة

الحياة اليوم وأنا و”جدة أوباما”| بقلم عثمان فكري

كتب .. عثمان فكري من أمريكا

عام 2010 كٌنت أحد مٌديري تحرير برنامج الحياة اليوم برنامج التوك شو الأكبر والأشهر في تلك الفترة ولا يزال يتألق بنجومه الإعلامي الكبير والصحفي الزميل الأستاذ محمد شردي والنجمة المتألقة لبنى عسل والتي شهدت معنا إنطلاقة الحياة اليوم وقناة الحياة نهاية عام 2007 ومازالت تتألق وتؤدي رسالتها الإعلامية بمهنية شديدة في ظل الإدارة الجديدة لها.

المٌهم أنني خلال تلك الفترة من عام 2010 وكان وقتها وصول الشاب باراك حسين أوباما للمكتب البيضاوي والبيت الأبيض رغم أصوله الإفريقية وجده المٌسلم لذلك طرأت لدي فكرة أن نقوم بتوجيه الدعوة لجدة باراك أوباما التي تعيش في كينيا لزيارة مصر وعمل لقاءات معها لبرنامج الحياة اليوم وأيضا أن تتكفل قناة الحياة بتكاليف رحلة الحج لها لأنها سيدة مٌسلمة وعبرت أكثر من مرة عن رغبتها في الحج وبالفعل تواصلت مع أحد أحفادها وكان إسمه سعيد على ما أذكر ورحبت الجدة سارة أوباما جداً بالفكرة وبدأنا بالفعل في ترتيبات السفر وحجز التذاكر لها ولمرافقها الحفيد سعيد أوباما وتواصلنا مع السفارة السعودية في القاهرة والسفير أحمد قطان رحب جداً وتم الاعلان عن الفكرة من خلال الزميل الإعلامي المٌـتألق أحمد المسلماني وبعدها بأسبوع أو أكثر تم الإعلان عن أن الديوان الملكي السعودي وجه الدعوة الملكية للجدة سارة أوباما للحج على نفقة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمة الله عليه وبالطبع ألغت هذه الدعوة أي ترتيبات أخرى قٌمنا بها.

تذكرت تلك القصة عندما طالعت خبر وفاة الجدة سارة التي توفت عن عمر ناهز الـ 99 عاماً وهي التي كان الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما يعتبرها جدته وقال أوباما أنه شعر بالحٌزن لسماعه هذا النبأ وأنه تواصل مع الأسرة وعلم أنها فارقت الحياة صباح (الإثنين) وأن الوفاة حدثت وهي في إحدى مٌستشفيات كيسومو غرب كينيا وفي تصريحات للشيخ موسى إسماعيل أحد أفراد العائلة أن الوفاة لم تكن بسبب الكورونا وأن الفحوصات التي أجريت لها بينت أنها لم تكن مٌصابة بكوفيد-19 وأنها كانت مريضة لمدة أسبوع وتدهورت حالتها فنُقلت إلى المستشفى ووضعت في العناية المركزة، وتوفيت هذا الصباح وولدت ساره أوباما عام 1922 على ضفاف بحيرة فيكتوريا، ولُقبت “ماما ساره”، وهي الزوجة الثالثة لحسين أونيانغو أوباما، جدّ الرئيس الأمريكي الأسبق بااراك أوباما لأبيه وكان حسين أونيانغو أوباما يُعتبر من الشخصيات المحلية البارزة، وهو عسكري سابق في الجيش البريطاني في بورما، وتوفي عام 1975 وأصبحت “ماما ساره” من المشاهير بعد زيارة قام بها عام 2006 نجل زوجها الذي كان في ذلك الوقت عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية إلينوي وأصبح منزلها المتواضع في قرية كوجيلو الواقعة على بعد 500 كيلومتر شمال غرب نيروبي بالقرب من الحدود مع أوغندا نقطة جذب سياحي، وسرعان ما فرضت حوله حراسة وأقيمت أسلاك شائكة.

وفي العام 2009، أعلنت الحكومة الكينية رسمياً اعتبار كوجيلو محمية تراثية وطنية والتقاها باراك أوباما عام 2015 في العاصمة نيروبي خلال زيارة رئاسية لكينيا.

ثم زارها عام 2018 ولكن هذه المرة في كوجيلو، بعد انتهاء فترة ولايته وأشاد الرئيس الكيني أوهورو كينياتا في بيان “بامرأة قوية وفاضلة وحدت أسرة أوباما وكانت رمزًا للقيم الأسرية”.

وأضاف “كانت محبة ومحبوبة شاركت القليل الذي تملكه مع من هم أقل اقتداراً في مجتمعها وبعد انتخاب باراك أوباما، وضعت شهرتها في خدمة المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية وعيّنت سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة “كامب مارادونا” غير الحكومية الممولة بشكل أساسي من نجم كرة القدم الأرجنتيني السابق دييغو مارادونا والتي تكافح سوء التغذية من خلال الرياضة، كذلك ساندت الحملة الإفريقية للقضاء على داء المثقبيات وذبابة التسي تسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى