الحب فعل .. وليس إسم | بقلم د. جيهان عفت

الحب فعل و ليس اسم
لذلك ابتســـم
تزوجت إحداهن رجلاً، و لما دخل إلى منزلها رأى ثلاث قبعات معلقه، و لما سألها قالت: هذه قبعه زوجي الذى مات غرقاً، و هذه قبعه زوجي الذى مات محترقاً، و هذه قبعه زوجي الذى مات مقتولاً، فقال الزوج الجديد خذي قبعتي و قولي: هذه قبعه زوجي الذى نفد بجلده.
قد تتعجب عزيزي القارئ من افتتاحيه المقال و قد تعتقد للوهلة الاولى انها قد كتبت عن طريق الخطأ لكن بالطبع هي مقصودة و اثق انها رسمت ابتسامه على وجهك الكريم.
الآن دعني اسألك ما هي مشاعرك ؟ اعتقد انك تشعر بالسعادة، الانتعاش وشغف لقراءة باقي المقال.
تقول الدراسات انه عندما يغضب الانسان سته و ستون عضله تنقبض في عنف بينما عندما يبتسم الانسان يستخدم اربعه عشر عضله فقط … .فإذا كان الامر كذلك لماذا نجهد عضلات الوجه برسم علامات الغضب والحزن أو التجهم والعبوس عليه ؟؟
قد يجيب البعض بان الغضب او الحزن او حتى العبوس خارج عن ارادتنا، فالظروف وضغوط الحياه هي التي تفرضه علينا وتطبع على قسمات الوجه تلك التعابير، سارد عليك بما قاله شكسبير ” لا شيء طيب أو سيء، لكن التفكير هو الذى يجعله كذلك “، فان لم تجد ابتسامه على وجهك ارسمها انت بنفسك.
تقول احد فرضيات علم البرمجة اللغوية العصبية NLP “العقل و الجسم يؤثر كل منهما في الاخر ” وقد نلمس الجزء الاول من الفرضية في حياتنا اليومية فالعقل يؤثر على الجسم تأثير واضح فاذا فكر الانسان في ذكريات مفرحه يستدعى من خلالها مشاعر الفرح فترتسم الابتسامة على وجهه و بهذا يكون العقل قد اثر في الجسم تأثير واضح اما الجزء الثاني من الفرضية هو ما توصلت له الدراسات والابحاث مؤخرا وهو ان الجسم ايضا يمكن ان يؤثر على العقل وان كان بنسبه أقل .. فاذا اجبر الانسان نفسه على الابتسامة وغير من وضعيه جسده كرفع الرأس لأعلى واستنشاق الهواء قدر المستطاع فلغة الجسد تؤثر على الحالة النفسية فيشعر الانسان بالراحة و التفاؤل .
و قد اكد وليم جيمس العالم النفسي الشهير ما سبق عندما قال ” يبدو أن الفعل يتبع الشعور، لكن الحقيقة هي ان الفعل و الشعور يسيران معا “.
لذلك إذا لم تجد الرغبة في ان تبتسم اجبر نفسك و ارغمها اولا على ان تبتسم و قد شرح ذلك ببساطه ديل كارينجى في تلك المقولة “ومن ثم فالطريق الى البهجة و السرور لو كانت مفتقدة هي ان تعمل بمرح تتصرف و تتكلم كما لو ان البهجة متحققة بالفعل “.. فالسعادة قرار عليك ان تتخذه في حياتك.
والان بعد ان عرفنا كيف نتجاوز التحديات بالابتسامة، دعونا نعرف كيف نكتسب محبه الاخرين بالابتسامة ؟
نشرت مجله النجاح Success الأمريكية مقالا تناول علاقه الاطفال بالابتسامة وذكرت فيه ان الاطفال يبتسمون و يضحكون اكثر من 400 مرة في اليوم مقارنه بالكبار الذين لا يتجاوز معدل ابتسامتهم 14 مرة على اكثر تقدير، أي ان الاطفال يبتسمون و يضحكون 28 مرة اكثر من الكبار لذلك نجد الطفل موضع ترحيب اينما حل، حتى خبراء الجمال يؤكدون أن المبتسمون لهم تأثير إيجابي في الاخرين اكثر من الذين يظهر وجههم عابس لهذا يعتبر المبتسمون اناسا دافئين ودودين، باختصار الشخص المبتسم يرسل لك رساله صامته تقول انك موضع ترحيب واشعر بالسعادة لرؤيتك.
الابتسامة ايضا سر من اسرار النجاح في الحياه العملية وجذب المزيد مع العملاء فهناك مثل صيني يقول ” اذا لم تستطع ان تبتسم فلا تفتح دكانا “، اما لحياتك العائلية فالابتسامة تشيع السلام والسعادة في الاسرة وكما ان الابتسامة لها تأثير على الحياه العملية والعائلية لها ايضا تأثير على حياتك الاجتماعية فهي تجذب لك اصدقاء وتكون موضع ترحيب في كل مكان بالإضافة الى تغيير الحالة المزاجية لك لتجعلك اكثر تفاؤل واقبال على الحياة.
وجهك هو واجهتك فابتسموا لتضيء لكم الحياه
د/ جيهان عفت
مدرب تطوير ذات