قال رئيس قطاع الإعلام الخارجي بالهيئة العامة للاستعلامات المستشار، عبد المعطي أبو زيد، إنّ اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الجارية تعد الدورة الرابعة التي يُشارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، على التوالي في أعمال شق رفيع المستوى من دورة الجمعية، إذ هوَ أول رئيس مصري يحضر 4 دورات متتالية لهذه الجمعية.
وأضاف أبو زيد، خلال لقائه ببرنامج “هذا الصباح”، المذاع على شاشة “إكسترا نيوز”، أنّ الجمعية العامة للأمم المتحدة في الوقت الراهن لم تَعد فقط عملًا روتينيًا يتعلق باجتماع دولي مثلما كان الأمر في السابق، بل اصبحت بمثابة”مجلس إدارة العالم”، لأنه يلتقي هناك عددٌ كبيرٌ من قادة الدول، وأصبحت منبرًا سياسيًا حقيقيًا لدراسة قضايا العالم السياسية والاقتصادية والتنموية وكذلك قَضايا المناخ والبيئة، واتخاذ قرارات بشأنها، لذلك فإن قادة العالم يسعون لحضور هذا المنبر لعرض رؤاهم على المجتمع الدولي، ولبلورة أيضًا العديد من المواقف الدُولية التي تُؤثر في بعض القضايا.
واشار أبو زيد الى أن: “دورة الأمم المتحدة أصبحت مُناسبة للقاءات ثُنائية بين عددٍ من قادة دول العالم.. إذ أنها لم تعد دبلوماسية منظمات دولية، بل أصبحت دبلوماسية قمم جماعية وثنائية، بمعنى أن الرئيس السيسي في الثلاث دورات السابقة، عقد 82 لقاءً ثنائيًا مع قادة العالم بخلاف القمم العديدة التي حضرها، إذ أنّ أول زيارة للرئيس عقد فيها 40 لقاءً منفصلًا مع قادة العالم ورؤساء حكومات ورؤساء وفود، وفي الزيارة الثانية عقد 22 لقاءً قمة مع عدد كبير من رموز العالم، وفي الزيارة الثالثة عقد 20 لقاءً وكان من بينهم المرشحان الرئاسيان دونالد ترامب، وهيلاري كلينتون”.
واشار ابو زيد الى ان تناول ملف الارهاب في اجتماعات الجمعية العامة هذه المرة مختلف عن المرات السابقة بالنظر الي التطورات والانجازات التي تحققت علي الصعيد الدولي تجاه هذا الملف والهزائم التي لحقت بتنظيم داعش في العراق وسوريا واصبح العالم كله علي قناعة بان اقتلاع الارهاب يتطلب محاصرة الفكر المتطرف وتجفيف منابع التمويل والدعم من خلال وقفة حازمة تجاه مموليه وداعميه ، وهو مادعت اليه مصر وسبق وان اوضحه الرئيس السيسي في القمة الاسلامية الامريكية بالرياض في مايو 2017 حيث شدد علي ضرورة تجفيف منابع التمويل بكافة صوره واشكاله للارهاب وخاصة من قبل اطراف ودول ومنظمات معروفة بالاسم .
واضاف ابو زيد ان الرئيس ايضا سيتناول قضايا المنطقة وفي مقدمتها الازمة السورية التي تشهد تطورات افضل علي صعيد التفاهمات الاخيرة بشأن مناطق خفض التوتر وتراجع العنف والتي ساهمت مصر فيها مؤخرًا ، وفيما يتعلق بالقضية الليبية وهي مرتبطة بتواجد التنظيمات الارهابية علي اراضيها وكذلك ارتباطها بقضية الهجرة غير الشرعية وهي امور تهم الامن الاوروبي والامن العالمي ، كما اثبتت التطورات في الاراضي الليبية صواب موقف مصر الذي يشدد دوما علي ضرورة وجود جيش وطني يفرض سيطرته الكاملة علي الاراضي الليبية بجانب تقوية مؤسسات الدولة .
واكد ابو زيد أن هناك ملفًا آخر سيكون مقدمة اهتمامات كلمة الرئيس وهو ملف الاقتصاد المصري والتنمية ، فقد اصبح لدينا نتائج جيدة جدا لخطوات الاصلاح الاقتصادي مدعوما بزيادة الاحتياطي النقدي واصلاح منظومة الصرف وترشيد الدعم وخفض عجز الموازنة وتقليل الفجوة في التجارة الحارجية بين الصادرات والواردات ، كما اصبح لدينا قانون جديد للاستثمار ، والفرص الاستثمارية في منطقة قناة السويس والمشاريع العملاقة ، فضلا عما تشهده البلاد من استقرار سياسي واقتصادي واستكمال بناء مؤسسات الدولة ، وكل هذا يؤكد استعادة الدولة قدرتها وحيويتها .
وحول علاقة مصر بمنظمة الامم المتحدة اكد ابو زيد ان مصر دولة اساسية في ادارة المنظمة الدولية وكانت ضمن الـ 51 دولة المؤسسة للمنظمة وحظيت بثقة العالم لتدخل مجلس الامن الدولي كعضو غير دائم 6 مرات ولم يكن وجودها مجرد وجود شرفي بل كان فاعلاومؤثرا في المرات الستة ، كان اخرهم خلال عامي 2016- 2017 حيث قدمت اداء متميزا في قضايا الارهاب والازمة الليبية وكوريا فضلا عن القضايا الافريقية من خلال ترؤسها مجلس الامن الدولي مرتين في مايو واغسطس 2017 حيث قدمت اضافات كبيرة لتحقيق اهداف الامم المتحدة.
وحول تقارير بعض المنظمات الحقوقية عن الاوضاع في مصر اكد ابو زيد ان هناك اموال تدفع لتشويه صورة مصر السياسية وتشويه معركة مصر ضد الارهاب ودماء ابنائها التي سالت من اجل مكافحته ، وكذلك تشويه نجاحاتها الاقتصادية وكافة منجزات الشعب خلال السنوات القليلة الماضية، ووصف ابو زيد تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” الاخير بانه منحاز، منوهًا بما قامت به الهيئة العامة للاستعلامات لدحض الاكاذيب والافتراءات والتي فندها السيد ضياء رشوان رئيس الهيئة في مؤتمر صحفي عالمي حضره المراسلون الاجانب المعتمدون لدي مصر ورد فيه علي كافة الاكاذيب التي وردت بكل فقرة من فقرات التقرير المنحاز.
واختتم ابو زيد حواره مع قناة CBC اكسترا بالتأكيد علي دور الهيئة في الرد علي الشبهات ضد مصر من خلال التواصل المستمر مع المراسلين الاجانب وعن طريق العدد المحدود جدًا من المكاتب الاعلامية الخارجية التابعة لها والتي تقلصت بشدة بحكم ترشيد الانفاق ، موضحا ان الهيئة تغلبت علي ذلك باصدارات متعددة بلغات اجنبية عن مصر وارسالها لمكاتبها الخارجية و للسفارات الاجنبية والنشر الالكتروني وارسالها للشخصيات المؤثرة في الاعلام الدولي.
ولفت الي ان هذا التحرك يظل تحركًا مؤقتًا الي ان تمتلك مصر منظومة اعلامية تضم قنوات تليفزيونية بلغات أجنبية، ومواقع الكترونية متطورة تخاطب العالم، مشيرًا ‘لى البيانات التي اصدرتها الهيئة وتابعت فيها زيارات وجولات الرئيس الافريقية والاسيوية الاخيرة والحالية لنيويورك والتي توضح اهداف تلك الجولات ونتائجها وانعكاستها علي علاقات مصر الدولية والثنائية مع تلك الدول.
