«اتحاد الغرف التجارية» : مصر أغزر دول الشرق الأوسط في مجال الإنتاج السينمائي

قال رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية أحمد الوكيل إن الإنتاج الإعلامي المصري سلعة تصديرية هامة على مر العقود يجب حمايتها وتنمية صادراتها ودعمها بكل السبل ؛ لتزدهر وتنمو لتحقق العائد الاقتصادي الذي تستحقه..لافتا إلى أن مصر تعتبر أغزر دول الشرق الأوسط في مجال الإنتاج السينمائي حيث انتجت مصر 55 فيلما في 2016 و42 فيلما بنهاية 2017.
وأضاف الوكيل – في كلمته خلال ملتقى (مصر للإعلام والإنتاج الإعلامي) الذي تنظمه الشعبة العامة للإعلام تحت رعاية الاتحاد اليوم الإثنين- “أن الملتقى يركز على إصدار تراخيص البث الفضائي، حقوق الملكية الفكرية، اقتصاديات القطاع، التوازن بين الإعلان والإعلام”، موضحا أن الاتحاد يسعى لحل المشاكل وإزالة كافة المعوقات وتيسير أداء الأعمال..مؤكدا أنه سيتم ترجمة توصيات المؤتمر إلى خطة عمل ناجزة تحقق الآمال المرجوة.
وأوضح أنه في إطار الثورة التشريعية التي قادها ممثلي الاتحاد بالبرلمان تم إصدار أكثر من 335 مشروع قانون من 4 آلاف و440 مادة خلال دورات الانعقاد الثلاثة الماضية، بخلاف مراجعة وتعديل وإقرار 342 قرارا بقانون خلال الـ15 يوما الأولى فقط، وذلك في شراكة كاملة مع اتحاد الغرف الذي شارك في مئات من جلسات الاستماع؛ لينقل رأيكم من خلال العديد من اللجان الداخلية بالغرف والاتحاد.
وأشار إلى أن النشاط الإعلامي ولد على أرض مصر منذ أيام الفراعنة حيث عثر العالمان كورنتس 1932 وكورت 1938 على برديات تحوي نصوص مسرحية لعروض كانت من 40 مشهدا في صورة أقرب ما تكون للشعر لتصوير مأساة إيزيس وبحثها عن زوجها في ربوع البلاد.
وأفاد الوكيل بأن صناعة السينما في مصر من أهم الصناعات التي بدأت بالتزامن مع عرض أول سينمائي تجاري في العالم بباريس في ديسمبر 1895، وكان فيلما صامتا للأخوين (لوميير)، وبعد هذا التاريخ بأيام قدم أول عرض سينمائي في مصر في مقهى (زواني) بمدينة الإسكندرية في يناير 1896، وتبعه أول عرض سينمائي بمدينة القاهرة في 28 يناير 1896 في سينما (سانتي)، ثم كان العرض السينمائي الثالث بمدينة بورسعيد في عام 1898.
وأضاف: “أن إنشاء (استوديو مصر) عام 1935 كان نقلة جديدة في تاريخ السينما المصرية، بالإضافة إلى استوديوهات أخرى مثل: استوديو النحاس، ولكن ظل (استوديو مصر) محور الحركة السينمائية حتى نشوب الحرب العالمية الثانية، وبعد الحرب العالمية الثانية تضاعف عدد الأفلام المصرية من 16 فيلما عام 1944 إلى 67 فيلما عام 1946 “، موضحا أن أول فيلم مصري عرض في خارج مصر هو (وداد) من بطولة أم كلثوم ، وكان أول فيلم ينتجه (أستوديو مصر) الشركة التي أحدثت لاحقا تأثيرا في صناعة السينما المصرية.
ولفت إلى أنه في الستينيات أممت صناعة السينما، حيث أنشئت فيه المؤسسة العامة للسينما لإنتاج الأفلام الروائية الطويلة، التي تتبع القطاع العام في مصر، مما أدى إلى انخفاض متوسط عدد الأفلام من 60 إلى 40 فيلما في السنة، كما أنخفض عدد دور العرض من 354 دارا عام 1954 إلى 255 دارا عام 1966..منوها بأن السينما المصرية قدمت على مدى أكثر من 100 عام أكثر من 4 آلاف فيلم تمثل في مجموعها الرصيد الباقي للسينما العربية والذي تعتمد عليه الآن جميع الفضائيات العربية تقريبا.
وتابع الوكيل: “أن مصر كانت من أولى الدول في التلفزيون، حيث أجرت الشركة الفرنسية لصناعة الراديو والتليفزيون أول تجربة للإرسال التليفزيوني بالقاهرة في 1951؛ لتصوير المهرجانات التي أقيمت بمناسبة زواج الملك فاروق، ورغم أن قرار بدء إرسال التلفزيون المصري قد اتخذ في أواسط الخمسينيات، إلا أن العدوان الثلاثي على مصر أخر التنفيذ حتى عام 1959”.
وأَضاف: “أن أول بث تلفزيوني مصري فعلي في 21 يوليو 1960 بقناتين، ثم بدأت القنوات الإقليمية في 1988؛ لتصل إلى 8 قنوات وتلاها القنوات الفضائية في 1990؛ لتدخل مصر في عالم القنوات المشفرة المدفوعة في 1996، وكان إنشاء مدينة الإنتاج الإعلامي وإطلاق القمر الصناعي (نايل سات) بمثابة نهضة للإنتاج الإعلامي بكافة أنواعه وانطلاقة ثانية نحو العالمية.
وأشار إلى أن كلا من السينما والمسرح والتلفزيون عكسوا صورة الواقع الاجتماعي والسياسي المصري وتناولوا بطريقة رصينة وجادة القضايا الحيوية ومنها: الفقر، مشكلات المهمشين في المجتمع، مشكلات المرأة والشباب والمخدرات، قضايا الإنجاب، مشكلات الأسرة وقضايا الإقطاع وفساد القطاع العام.
ونوه بأنهم عالجوا الكثير من القضايا السياسية التي شهدها المجتمع على طول تاريخه المعاصر منذ فترة ما قبل ثورة يوليو عام 1952 حتى اليوم، مثل: قضايا الاستعمار والتعبير عن الرأي وحرية الإبداع، مراكز القوي، الجاسوسية والتخابر مع الجهات الأجنبية، النقابات العمالية والمهنية، ممارسة الحقوق السياسية وقضية حق المواطنة وحرية العقيدة.