أعزك ياوطن| بقلم اللواء اح اسامه راغب
تعيش المنطقة في جو من الحراك وليس الاضطراب لما يحدث في مفاوضات سد النهضة، ومايحدث من الحكومة الإثيوبية فى عدم فهمها لفن إدارة الأزمة لضيق الأفق لأن المفاوض البارع هو من يدرس كل الخيارات بحكمة وحنكة ولأن الحكمة منحة آلاهية لا يمنحها الله عز وجل إلا لمن يكون راضي عنة.
ومن يختار التعنت فهم الأغبياء فقط ومن يفكر دائما بأفضل الخيارات من يقول إلي طاولة المفاوضات ولأن المفاوض البارع هو الذي يحدث التوازن المنطقي ويختار الخيار السلمي وهو الرجل الذي يكبح جماح نفسة، والقوي هو من يمسك نفسه عند الإختلاف والغضب، فالشعب الأثيوبي شعب شقيق كما يقول دائما الرئيس عبدالفتاح السيسي أشقاؤنا في أثيوبيا فشعب مصر وشعب أثيوبيا شقيقين حقا شربا من مياه النيل أي دم واحد وأيضا جسد واحد، ولقد وهب الله سبحانه وتعالى دول المنبع ودول المصب بنهر النيل وهو نهر من أنهار الجنه، وبدون إرادة أحد من البشر تتحرك مياه النيل من الأعلي وهي دول المنبع إلي جغرافية الارض المنخفضة وينتهي سريان النيل منخفضا ليستقر في أرض الكنانة مصر.
وهذا إن دل فإنما يدل علي أن الأمر بيد الله وليس بيد البشر ومن حسن الطالع أن ينتهي نهر النيل بدلتا في شكل علامة النصر ويقول تعالي في سورة فاطر اية (12) ( وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ولقد منح الله عز وجل هبه، ألا وهي الماء العذب الفرات فلماذا نعكره بمثل هذه الأطماع الغير محسوبة سواءا بحكمة العقل ولا بحق الله في إعطاء البشر المياه العذبة لكي نحيا جميعا قبل البحث حتي عن التنمية الجائرة علي حقوق الشرعية الإلاهيه من المياه وفضلا عن ذلك يقول تعالي في التقاء البحرين ويقصد هنا نهر النيل والبحر المتوسط في سورة الرحمن ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22)﴾.
ولأن مصر هبة النيل فهي الدوله التي ينتهي فيها النيل بمنتهي الشموخ والافتخار أن تنال مصر أن ينتهي هذا المجري الذي يسري بأمر ألله ويرسو ويستقر في هذا الوطن الغالي وقد ورد ذكر النيل في القرآن الكريم في عدة مواضيع إما تصريحا أو تلميحا وقد خصه الله سبحانه وتعالي بلفظة اليم؛ التي تطلق أيضا علي البحار فجاءت وقفا علي نهر النيل دون غيره من الأنهار جاء ذلك في قوله عن سيدنا موسي عليه السلام في سورة طه (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي (39)) وقد ذكر النيل بصفة ضمني بمعناه في قوله علي لسان فرعون في سورة الزخرف (وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51)) فالمقصود بالأنهار في هذه الآية هي نهر النيل وفروعه حيث كانت أرض مصر في أيام فرعون عامرة بالقناطر والجسور بتدبير وتقدير وقد قال الله تعالي في سورة الشعراء (فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم) فسر المفسرون هاتين الآتين أن الجنان كانت بأرض مصر بحافتي النيل من أوله إلي آخره علي الجانبين جميعا مابين أسوان إلي رشيد فلذا أقول أحبك ياوطن أحبك يامصر ولأن مصر فيها خير أجناد الأرض فهم قادرون علي حماية الحقوق الدينية والتاريخية لذالك الوطن حفظ الله الجيش حفظ الله الوطن.