أخبار عربيةعاجل

أسرى فلسطينيون محررون يشكرون مصر على احتضانها لهم ودعمها للقضية

أشاد الأسرى الفلسطينيون المحررون باحتضان مصر لهم ودعمها للقضية الفلسطينية، موجهين الشكر لمصر، قيادة وحكومة وشعبا، على دورها في التوصل لصفقات إطلاق الأسرى واحتضانها لهم بعد إطلاقهم.

جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها الجامعة العربية، اليوم الثلاثاء، حول “معاناة الأسرى الفلسطينيين والمعتقلين في السجون الإسرائيلية وواقع المحررين المبعدين”، بمشاركة الأسرى الفلسطينيين المحررين عبر الصفقات مع إسرائيل، وبحضور ممثلي الدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية.

وبدأت كلمات الأسرى بكلمة الأسير المحرر أحمد سليم، الذي عرف عنه في الأسر صموده الأسطوري وتعليمه الذاتي، وكتابة شعر ونثر سراً، وتحويل زنزانته إلى “جامعة”.. وتم تحريره في فبراير 2025 في الدفعة الأولى من صفقة “طوفان الأحرار”.

ووجه سليم الشكر لمصر، قيادة وحكومة وشعبا، على احتضانها للأسرى الفلسطينيين المحررين، وكذلك لدعمها للقضية الفلسطينية، كما وجه الشكر لكل دولة عربية وفية للحق الفلسطيني.

واستعرض الانتهاكات الإسرائيلية البشعة بحق الأسرى الفلسطينيين، والتي تتضمن الحرمان من أبسط حقوقهم والتعذيب الذي يشمل الضرب ويصل إلى حد الاعتداءات الجنسية، داعيا إلى جعل قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال قضية عربية، وليست قضية فلسطينية فقط.

وبدوره، قال الأسير المحرر نادر صالح “إن الحكومة الإسرائيلية تحاول شرعنة ممارسة الإعدام لتصفية الوجود الفلسطيني، وما يحدث في السجون كان يهدف في السابق لتفريغ الأسير الفلسطيني من نضاله وثقافته، ولكن الآن يهدف إلى تفريغه من وجوده”.

وأضاف: إن “الأسرى الذين في الداخل باقون على قيد الصمود والأمل وليس على قيد الحياة، وليس صدفة أن تسعى الحكومة الإسرائيلية لإخفاء ما يحدث داخل السجون”، لافتا إلى أن معاناة الأسرى لا تقتصر على التعذيب الجسدي، حيث يمارس في العامين الأخيرين تعذيب نفسي يسعى إلى تحطيم الذات وإبقاء الأسرى تحت سيف العقاب الدائم حتى لو لم يفعلوا شيئاً، ولكن لكونهم مجرد فلسطينيين.

وأكد أن الضغط النفسي والسب هدفه إشعار الأسرى بأنهم “صفر”، وأنه ليس هناك من يدافع عنهم، مشددا على أن ما يحدث في الداخل يحتاج إلى مواجهة من قبل الجميع لتذكير الأسرى أنهم ليسوا منسيين، لأن الشعور الأبرز الذي يعانون منه هو تعرضهم للاستفراد من قبل الاحتلال.

ولفت إلى أن المحور الثاني لسياسات الاحتلال في السجون هو استخدام الغذاء كوسيلة تعذيب، ومضيفا أن الأسير هو رهينة لمزاج أصغر سجان “وما يقدم هو فتات، فكلمة طعام ليست دقيقة على الإطلاق”، موضحا أن المحور الثالث هو استخدام شروط الحياة اليومية كشكل من أشكال التعذيب، مثل استخدام النظافة والبرد كسلاح ضد الأسرى، وحال التعرض لأي مرض لا يوجد إمكانية لأن يشخص حالتك الصحية أحد.

كما وجه الأسير المحرر عمار الزبن التحية لمصر وشعبها على احتضانهم للأسرى، قائلا: “لم نشعر يوما بأننا غريبون في مصر”.. كما وجه الشكر لكل من ساهم في إنجاز صفقة تبادل الأسرى.

وأضاف: إن “المعركة الرئيسية هي ألا نفقد إنسانيتنا، والتحدى الآخر كيف نصنع من الأسير إنسانا مثقفا، وأن يتواصل مع أهله، وكذلك أن يكون منتجا لأن الاحتلال يريد أن يجعل الأسير دون قيمة”، مستعرضا تجربة التعليم داخل سجون الاحتلال، والتي بدأت بالفلسطينيين من عرب 48 الذين يدرسون في الجامعات العبرية.

وأشار إلى إدخال الدبلوم والبكالوريوس من جامعة الأقصى إلى غزة، ثم أدخل الأسير مروان البرغوثي الدكتوراه، باعتباره مدرسا في جامعة أبو ديس بالقدس، واصفا جامعة السجون التي يتعلم بها الأسرى الفلسطينيون بأنها “لا يوجد لها مثيل في العالم”.

وتابع: “بيننا أدباء، حيث كان من المهم إخراج البعد النفسي عبر الأدب”، موضحا أنه يوجد بين الأسرى الموجودين في الندوة أكثر من 10 كتاب، معربا عن تشرفه بنشر إحدى روايته في معرض القاهرة الدولي للكتاب.

وبين أن التحدي الثالث هو ممارسة الحياة الطبيعية، وأبرز مظاهر ذلك عبر الإنجاب من خلال “تهريب النطف من السجون” إلى زوجات الأسرى، لافتا إلى أنه كان أول أسير يتمكن من الإنجاب من السجن بعد محاولات سابقة غير ناجحة من قبل عدد من الأسرى، كما أوضح أن هناك نحو 130 أسيراً في سجون الاحتلال أنجبوا عبر تهريب النطف.

واختتم كلمته بالقول “إن الأسرى لا يناضلون فقط من أجل الحقوق الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية قضية عربية وإسلامية وعالمية وقضية كل أحرار العالم، والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة ليسا ملكا للفلسطينيين فقط”.

وفي كلمته، أكد هشام عبدالرازق وزير الأسرى الفلسطينيين الأسبق، والذي قبع في الأسر لنحو 20 عاما، أن الحركة الفلسطينية الأسيرة هي من أكبر الحركات الأسيرة في العالم كما وكيفا، والسبب في ذلك هو التنظيم الذي قامت به، موضحا أن أكثر من مليون أسير فلسطيني وعربي مروا بسجون الاحتلال واستطاعوا اختيار قيادتهم عبّر ديمقراطية هي من أفضل الديمقراطيات “لأنك تعيش مع من يقودك”، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية حرمت من أموالها من قبل الاحتلال بسبب دعمها للأسرى ولأسر الشهداء.

ودعا الدول العربية إلى تحمل مسؤولية أسر الشهداء والأسرى بدلا من السلطة المهددة بالإفلاس جراء العقوبات الإسرائيلية، لافتا إلى أن أهالي الشهداء لا يتقاضون راتباً منذ فترة بسبب الضغوط الإسرائيلية، كما دعا إلى وضع برنامج مناسب مع السلطة الفلسطينية لمعالجة هذه المشكلة.

ومن جانبه، قال الأسير المحرر محمد نافع، الذي كان محكوما عليه بالمؤبد 14 مرة، “إن الأسرى لم يجدوا حضنا إلا في مصر”، مشيرا إلى امتداد جرائم الإبادة الإسرائيلية إلى سجون الاحتلال، مشددا على أنه لا يمكن السكوت على القهر والحرمان والتعذيب الذين يتعرض له الأسري.

ودعا إلى تشكيل لجنة عربية دائمة لمتابعة ملف الأسرى، والتحرك في مجلس الأمن، وإطلاق حملة لفضح الاعتقال الإداري، وإطلاق النساء والأطفال وكبار السن، لافتا إلى وجود نحو 350 طفلا في السجون الإسرائيلية.

وقال الأسير المحرر رمزي عبيد، الذي كان محكوما عليه بالسجن المؤبد 8 مرات إضافة إلى 25 عاماً، “إن فلسطين ليست نزاعا على الحدود، بل شعب تنتهك حقوقه، وفي قلب قضيته يوجد الأسرى”، منوها إلى أن اتفاقية جنيف توفر الحماية والكرامة للأسرى، وأن القانون الدولي الإنساني يؤكد على حق الأسرى في معاملة إنسانية، ويحظر تعرضهم للظلم والعنف والإهانة.

وشدد، مختتما كلمته، على أن الأسرى رفضوا الخضوع ومحو الهوية ومصادرة الحقوق، فهم “الصورة الحية لشعب يطالب بحياة كريمة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى