أرامكو السعودية تستهدف شراء حصة في ريلاينس وتعلن انخفاض الأرباح 12%
أعلنت شركة ريلاينس إندستريز الهندية يوم الاثنين أن أرامكو السعودية تخطط للقيام باستثمار ضخم في الشركة، في الوقت الذي تنوع فيه شركة الطاقة العملاقة أنشطتها، ومع تسبب انخفاض أسعار النفط في تقلص أرباحها في النصف الأول بنسبة 12 بالمئة.
أعلنت أرامكو عن بياناتها المالية المحاطة بالتكتم الشديد للمرة الأولى على الإطلاق في وقت سابق من العام الجاري، إذ كشفت عن أرباحها لعام 2018 بهدف الحصول على تصنيف والبدء في إصدار سندات دولية. وتهدف الشركة لتدشين طرح عام أولي بحلول 2020-2021 بعد أن أجلت الطرح من عام 2018.
وقالت ريلاينس أن أرامكو وقعت خطاب نوايا لشراء حصة 20 بالمئة في أنشطة ريلاينس لتحويل النفط إلى كيماويات في إحدى أكبر عمليات الاستثمار الأجنبي على الإطلاق في الهند.
وتوسع أرامكو أنشطتها في قطاع المصب، أو التكرير والكيماويات والتسويق، وحضورها العالمي عبر توقيع اتفاقات جديدة وتعزيز طاقة مصافيها لتأمين أسواق جديدة لخامها وتقليص خطر أي تراجع في الطلب على النفط.
وقال مسؤولون في أرامكو إن الشركة تتفقد عدة فرص بأنشطة المصب في الهند، بما في ذلك ريلاينس، لاستغلال فرص النمو هناك.
ولسنوات، ظلت أرامكو موردا منتظما للنفط الخام إلى المصافي الهندية عبر عقود للخام طويلة الأجل. وبينما تملك أرامكو حصصا في مصاف أو أصول تخزين في بقية الأسواق الرئيسية في آسيا مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية وكذلك في الولايات المتحدة حيث تملك موتيفا، أكبر مصفاة في الولايات المتحدة، فإنها لم تضمن نفس النفاذ في الهند، وهي سوق سريعة النمو للوقود والبتروكيماويات.
وقال مصدر مطلع على الاتفاق إن الصفقة المزمعة مع ريلاينس، حال إتمامها، ستساعد أرامكو على تعزيز إمداداتها من النفط إلى الهند.
وأعلنت أرامكو، التي امتنعت عن التعليق على الصفقة الهندية، تحقيق صافي ربح 46.9 مليار دولار في النصف الأول من 2019 انخفاضا من 53 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي. وعلى الرغم من تراجع الأرباح، تظل أرامكو أكثر الشركات ربحية في العالم.
وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لأرامكو في بيان ”رغم انخفاض أسعار النفط خلال النصف الأول من عام 2019، فقد واصلنا تحقيق أرباح وتدفقات نقدية حرة قوية مدعومة بقدرتنا في الحفاظ على مستويات أدائنا التشغيلي وإدارة المصاريف والانضباط المالي“.
وحققت الشركة إجمالي إيرادات، بما في ذلك الدخل الآخر المرتبط بالمبيعات، في النصف الأول بقيمة 163.88 مليار دولار انخفاضا من 167.68 مليار دولار قبل عام. وزادت التدفقات النقدية الحرة 6.7 بالمئة إلى 38 مليار دولار.
وقالت شركة النفط إن الانخفاض خفف من أثره جزئيا تراجع بقيمة 2.62 مليار دولار في ضريبة الدخل.
تعزز أرامكو الاستثمار في التكرير والبتروكيماويات، مستهدفة زيادة إنتاجها للكيماويات بمقدار نحو ثلاثة أمثال إلى 34 مليون طن سنويا بحلول 2030 وزيادة طاقتها التكريرية عالميا إلى ما يتراوح بين ثمانية وعشرة ملايين برميل يوميا من خمسة ملايين برميل يوميا في الوقت الحالي.
كما تتوسع أرامكو لتجارة المنتجات البترولية، ذراع أرامكو التجارية، أيضا في الخارج للتنافس على نحو أفضل مع شركات التجارة العالمية.
ويقول مسؤولون إن الصفقات التي تبرمها أرامكو تظهر الكيفية التي ترغب بها الرياض في أن تضمن أنها ستكون آخر منتج للنفط يظل مستمرا حين يتباطأ الطلب على الخام في المستقبل، وبتكلفة للإنتاج تبلغ قرابة أربعة دولارات للبرميل، من الصعب أن يكون لأرامكو أي منافسين.
وقالت أرامكو يوم الاثنين إنها ستُبقي على وضعها كأكبر مُنتج للنفط في العالم وستواصل توسعة إنتاجها للغاز وتحافظ على مركزها المالي القوي.
وقال الناصر ”تتمتع أرامكو بملاءة مالية قوية تمكنها من مواصلة الاستثمار لتحقيق النمو في المستقبل“.
كما دفعت أرامكو توزيعات بقيمة 46.4 مليار دولار للحكومة بما في ذلك توزيع خاص بقيمة 20 مليار دولار، ارتفاعا من 32 مليار دولار قبل عام.
ويظهر هذا اعتماد السعودية الكبير على شركة النفط لتمويل احتياجات ميزانية المملكة.
والطرح العام الأولي لأرامكو حجر الزاوية في مسعى لتحقيق تحول في اقتصاد السعودية لجذب الاستثمار الأجنبي والتنوع بعيدا عن الاعتماد على إيرادات النفط.
وتوقف العمل على الطرح العام الأولي في 2018 حين حولت أرامكو اهتمامها إلى الاستحواذ على حصة 70 بالمئة من الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) المنتجة للبتروكيماويات.
وقالت أرامكو إن إنتاج النفط الخام بلغ عشرة ملايين برميل يوميا في الستة أشهر الأولى من العام دون تغيير يذكر تقريبا عن نفس الفترة من 2018.
وتفرض السعودية قيودا على إنتاجها بموجب اتفاق تقوده أوبك لخفض إمدادات النفط العالمية بهدف دعم الأسعار والتخلص من تخمة الإمدادات.
وضخت المملكة ما يقل عن عشرة ملايين برميل يوميا في معظم العام الجاري وتعتزم تقييد صادراتها مع استهدافها خفض المخزونات العالمية ودعم أسعار الخام.