في الذكرى الثانية.. الأسطورة احمد المنسي الشهيد الحي
افتتاحية بروباجندا
” يا نجيب حقهم يا نموت زيهم” .. جملة تاريخية نطق بها الشهيد احمد المنسي، قائد الكتيبة 103، يوم وفاة العقيد رامى حسنين، أحد أبطال الصاعقة المصرية، والقائد السابق للكتيبة 103 صاعقة، قائلا: ” فى ذمة الله أستاذى ومعلمى، تعلمت منه الكثير، الشهيد بإذن الله العقيد رامى حسنين، إلى لقاء شئنا أم أبينا قريب”، فأدخلته هذه الكلمات التاريخ من أقدس أبوابه وألحقته شهيداً برفاقه لينضم إلى قافلة أبرار الوطن الذين بذلوا أرواحهم ودمائهم فداء ترابه .
وتحيي مصر اليوم الذكرى الثانية لاستشهاد البطل المقاتل العقيد أحمد صابر محمد على المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، والذي استشهد في مثل هذا اليوم السابع من شهر يوليو قبل عامين ومعه عدد من أفراد الكتيبة في كمين ” مربع البرث”، بمدينة رفح المصرية، مقدمين أرواحهم ثمنا للدفاع عن الوطن، ولتروي دمائهم الذكية أرض الفيروز، أو أرض الأنبياء كما تسمى .
خبر استشهاد أبطال الكتيبة 103 صاعقة، كان خبرا له وقع خاص فيما بعد، لما عرفه الشعب المصرى من بطولات للشهداء، ومن أبرزهم العقيد أحمد منسى، الذى كان من الشخصيات التى لها دور كبير فى الحرب على الإرهاب بشمال سيناء، كما كان حب زملائه له أيضا من العلامات المميزة .
بطولات 103 صاعقة جعلت الجميع يغنى لها ما عرف باسم ” نشيد الصاعقة” وتضمن أسماء الأبطال الذين استشهدوا فى الكتيبة وجاءت كلمات النشيد : ” قالوا إيه علينا دولا وقالوا إيه؟.. قالوا إيه علينا دولا وقالوا إيه؟.. منسى بقا اسمه الأسطورة، من أسوان للمعمورة” إلى نهاية الأغنية التى اشتهرت شعبيا وتم ترديدها فى كافة المدارس ومؤسسات الدولة والمصريين المقيمين بالخارج .
التحاق ” منسي” للعمل كقائد كتيبة في سيناء قبل استشهاده جاء بالصدفة، حيث أنه ” تطوع” لتولي قيادة الكتيبة “103” خلفًا للشهيد رامي حسنين، بعد حدوث ظرف طارئ لقائد الكتيبة المعين آنذاك بعد استشهاد ” حسنين” ، وطلب ” وديًا” من قياداته بإمكانية استبداله مع زميل آخر، وعرض الموضوع على منسي الذي كان قائداً لكتيبة في أنشاص بالشرقية ” خلاص كان اتعين ومش هينفع يروح سيناء” ، ليوافق بلا تردد ” قاله أروح طبعًا يا فندم” .
تأثير “منسي” في المحيطين به وصل إلى قيام قبطي بعمل لافتة ” شاهد” قبره ومشاركته في ” ختمة قرآن” للشهيد حيث قام أحد أبناء مصر من الأقباط يدعى ” جون لمعي” وهو من الحاصلين على فرقة رقم 6 بـ ” السيل” بينما كان الشهيد ضمن أول دفعة بها والتي تعد أرقى فرقة للقوات الخاصة بمصر والعالم، وأنه قرأ له الجزء رقم 14 في ” الختمة” التي شارك فيها زملائه .
ولخشية زميلهم القبطي من عدم تصديق زملائه لوفائه بقراءة جزء القرآن الذي حدده ” لمعي”، فدخل على جروب فيسبوك وأقسم إنه قرأ له جزءا من القرآن الكريم، وأضاف أنه لم يكتف بذلك، بل أنه بعد أسبوع من دفن الشهيد صنع لافتة من الرخام تحمل اسمه ” شهيد عقيد أركان حرب أحمد صابر المنسي” وشعار مرسوم لفرقة ” السيل” وآية قرآنية عن الشهادة .
وكان اهتمام الشهيد ” منسي” بالجوانب الإنسانية في نفوس جنوده وضباطه أروع الأثر حيث كان يضرب به المثل في التواضع والبساطة ولم يطمح في منصب رغم مؤهلاته الكبيرة، وعلى الجانب الإنساني، حرص ” منسي” على مجاملة جنوده وضباطه في أفراحهم وأحزانهم، فكثيراً ما كان يسافر إلى محافظات الصعيد لمجاملة عسكري معه بالكتيبة ومساعدته في تجهيز فرح أو غيره ليضرب اروع مثال في مواصفات القائد المعلم وليس مجرد جنرال الحرب .
خير الكلام
مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا .. صدق الله العظيم