عيد الشرطة .. 67 عاماً من التضحيات والفداء
تقرير .. عادل محمد
تحتفل مصر هذه الأيام بعيد الشرطة الـ67 تكريماً لأبناء مصر الأبطال الذين يصلون الليل بالنهار لتأمين الوطن والمواطنين وحراسة المنشآت الحيوية وتطهير الشوارع من الخارجين على القانون، إضافة إلى ملاحم البطولة التي يخوضها أبطال الشرطة كل يوم في مكافحة التنظيمات الإرهابية وتعقب العناصر الإجرامية التي تحاول زعزعة استقرار الوطن وانتهاك حرمات المدنيين .
وتأتي احتفالات هذا العام وسط استمرار مسيرة عطاء وتضحيات رجال وزارة الداخلية من أجل أمن وسلامة الوطن والمواطنين، فمع بداية العام الجديد ودعت مصر أحد أبطال الشرطة الشهيد البطل الرائد مصطفى عبيد، أحد رجال الحماية المدنية، الذى سطر بدمائه الطاهرة أحد أروع القصص الإنسانية لدرء الخطر عن أحد الكنائس بمدينة نصر التي كانت تستهدف تعكير صفو احتفالات الأخوة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد، لينضم إلى قائمة مطولة من الشهداء الذين يفتدون الوطن بأرواحهم ودمائهم .
بطولات معركة الإسماعيلية
ترجع المناسبة التاريخية لعيد الشرطة لذكرى معركة الإسماعيلية يوم 25 يناير 1952، والذي يسطر صفحة ناصعة البياض في سجل البطولة والتضحية والفداء عندما واجه 130 من ابطال البوليس بقسم شرطة الإسماعيلية حصار القوات البريطانية لمبني القسم الصغير، بعدما رفضوا الانصياع لإنذار المحتل بتسليم قوات الشرطة و” بلوكات” النظام في الإسماعيلية لأسلحتها وان ترحل عن منطقة القناة، لتنطلق معركة ضارية، ضرب فيها رجال البوليس البواسل مثالا للفداء والوطنية، فواجهوا قنابل ومدافع الإنجليز ببنادق عادية، واستمرت المعركة ساعتين كاملتين هاجم فيها الإنجليز قوة الشرطة الصغيرة بدبباتهم ونيران مدفعيتهم، بينما لم يمتلك أبطال الشرطة المصرية سوى أرواحهم وبنادق قديمة، ورغم ذلك وأمام استبسال رجال الشرطة، لم يستطع الإنجليز ان يتقدموا خطوة واحدة رغم تسليحهم الهائل، ما أسفر عن استشهاد 50 وإصابة 80 من رجال الشرطة البواسل، وهم جميع من كانوا في القسم وقتها .
وفي واقع الأمر ان معركة الإسماعيلية لم تكن وليدة اللحظة ، فالمحتل لم يطلب وقتها رحيل رجال البوليس عن منطقة القناة، الا بعد تلقيه ضربات أوجعته من عمليات الفدائيين ضد معسكرات الإنجليز بمنطقة القناة، وادعي القائد البريطاني في منطقة القناة ” البريجادير أكسهام” ان المحافظة ومركز الشرطة مكانان لاخفاء الفدائيين، ولم تكن الشرطة المصرية هناك في معزل عن أدوار البطولة تلك، ولم تكن أداة في خدمة المحتل لضرب أبناء الشعب، بل كان ضباط وأفراد الشرطة يقومون بدور وطني في مقاومة الاحتلال، وسجل أبناء البوليس المصري مواقف داعمة لثورة الشعب ضد الاحتلال، توجت باستبسالهم في الدفاع عن أرض الوطن وكرامتهم وسلاحهم وعدم الانصياع لأوامر المحتل، فكان عيد الشرطة عيدا للكرامة والوطنية.
ويزخر الماضي القريب من معركة الاسماعيلية بأوراق بطولية لرجال الشرطة البواسل انحازوا فيها للشعب، حيث شاركت فرق من البوليس الي جوار رجال الجيش بزعامة أحمد عرابي للمطالبة بحقوق المصريين، كما شاركوا في مقاومة جنود الاحتلال في معركة التل الكبير، ولم يكونوا بعيدين عن الحراك الشعبي لمواجهة الاحتلال البريطاني رغم محاولة الانظمة والاحزاب وقتها ان تصبغ وزارة الداخلية بصبغة سياسية، ومحاولة بريطانيا ان تخلق فجوة بين الشرطة والشعب، الا ان الحس الوطني لرجال الشرطة تغلب علي هذه المحاولات فانحازوا للثوار في ثورة 1919، ورفضوا الاعتداء علي ابناء الشعب او التنكيل بهم .
ولازالت سجلات الشرطة تضم تاريخا من الكفاح الوطني والادوار المشرفة في تاريخ مصر خلال هذه الحقبة حتي جاءت ثورة 1952، لتطهر البلاد من الاحتلال، ويكفي رجال الشرطة شرفا ان دماءهم في الإسماعيلية كانت الفتيل الذي اشتعل، فألهب قلوب أبطال الجيش وشعب مصر، لتجتث الاحتلال من جذوره وتستعيد مصر حريتها .
عطاء لا ينقطع
وعلى مر العصور، وعلى مدي 67 عاما متتالية قدمت الشرطة الاف الشهداء من أبنائها الأبرار لحماية أمن مصر وشعبها، كان أحدثهم ما قدمته خلال السبعة أعوام الماضية، بعد أن تعرضت لتدمير متعمد لبنيتها الأساسية في المنشآت والأفراد والمعدات، ولكن سرعان ما عادت أقوى وأجدر مما كانت عليه، ووقفت بالمرصاد للجماعة الإرهابية، واستطاعت – بمشاركة مختلف طوائف الشعب المصري – دحر الإرهاب ومحاصرته، ووجهت ضربات عديدة له بهدف القضاء عليه وعلى أعوانه وأنصاره، فضلا عن مواجهة الخارجين عن القانون وضبط حالة الانفلات الأمنى فى الشارع المصرى، التى أعقبت ثورة يناير .
جهود مكافحة الإرهاب
في إطار العملية الشاملة سيناء 2018 لتطهير جميع محافظات مصر من العناصر التكفيرية والإجرامية وبالتعاون مع حماة الوطن من رجال القوات المسلحة الباسلة وقوات مكافحة الإرهاب بالشرطة المدنية، تمكن قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية، من القضاء على أخطر 110 إرهابيين بعدد من المحافظات خلال عام 2018، بعد إجراء العديد من العمليات التمشيطية حول أماكن تردد وتمركز العناصر الإرهابية المشتبه فيها، خاصةً الواقعة في المناطق النائية بالوجه القبلي والتي تسعى تلك العناصر لاتخاذها كملاذ للاختفاء والانطلاق لتنفيذ مخططاتهم العدائية .
وتمكن القطاع من مداهمة العشرات من أوكار العناصر الإرهابية في محافظتي أسيوط والعريش أسفرت عن تصفية 46 إرهابيا بعد اتخاذ إجراءات حصار المناطق المتواجدين بها قامت العناصر الإرهابية بتبادل إطلاق النار على القوات، وعثر بحوزتهم على عدد كبير من الأسلحة التي تتضمن البنادق الآلية وسائل الإعاشة والأوراق التنظيمية بجماعة الإخوان الإرهابية والمعدات وعدد كبير من العبوات الناسفة المجهزة للاستخدام .
كما وجه ضربات أمنية استباقية مقننة لعدد من أوكار عناصر الجماعة الإرهابية في عدد من المحافظات، وملاحقة كل العناصر المسلحة الهاربة والمتورطة في عمليات إرهابية سابقة والساعية إلى تنفيذ عمليات إرهابية بالبلاد .
كانت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تمكنت من الثأر لشهداء دير الأنبا صموئيل بمحافظة المنيا بتاريخ 2 نوفمبر العام الماضى، وتمكنت من تصفية 19 إرهابيا في تبادل إطلاق نار بالمنيا، وبملاحقة باقى العناصر المنفذة للحادث تم تحديد موقع تمركز مجموعة منهم بإحدى المناطق الجبلية بالعمق الصحراوى لطريق دشلوط / الفرافرة بنطاق محافظة أسيوط، وتم مداهمة تلك المنطقة بالتنسيق مع القوات المسلحة، وأسفر ذلك عن مقتل 2 من العناصر الإرهابية المنفذة للحادث (المكنيين، أبو مصعب، أبو صهيب) وعثر بحوزتهما على ( 3 بنادق آلية، 1 طبنجة ماركة حلوان، كمية كبيرة من الطلقات مختلفة الأعيرة، نظارة ميدان، كمية من وسائل الإعاشة) .
وأمكن ضبط إحدى السيارات المستخدمة فى الحادث الإرهابى وهاتف محمول سبق أن استولى عليه العناصر الإرهابية من أحد ضحايا الحادث ( كمال يوسف شحاتة) عقب قتله .
وتوافرت معلومات لقطاع الأمن الوطني بصدور تكليفات من قيادات الجماعة الإرهابية بالخارج للقيادات داخل البلاد بتشكيل مجموعات إرهابية لتنفيذ سلسلة من التفجيرات والعمليات العدائية ضد مؤسسات الدولة ومنشآتها الحكومية والمسيحية بهدف إحداث حالة من الفوضى، وعدم الاستقرار والعمل على تأجيج الفتن الداخلية.
كما وجهت قوات مكافحة العناصر الإرهابية الخطرة عدة ضربات استباقية استهدفت إجهاض تحرك الخلايا الإرهابية المتمركزة في عدد من المناطق النائية من بينها كهوف جبلية بنطاق محافظة أسيوط التي يعتنق عناصرها الأفكار التكفيرية سعت لاستقطاب آخرين وتدريبهم تمهيدا لتنفيذ عمليات عدائية ضد أبناء الوطن ودور العبادة والمنشآت المهمة ورجال الشرطة والقوات المسلحة .
تضحيات غالية
يوماً بعد يوم يثبت أبطال الشرطة المصرية أنهم لم ولن يترددوا أبدا فى التضحية بدمائهم وأرواحهم ليأمن كل مواطن على حياته وعرضه وماله، ولم يتوانوا فى التعامل بمنتهى الحزم والحسم مع كل من يحاول المساس باستقرار الوطن أو من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة المواطنين لأن للوطن درعًا يحميه .
وكلنا يتذكر ملاحم خبراء المفرقعات من رجال الحماية المدنية بوزارة الداخلية الذين يواجهون الموت بصدورهم فداءً لأمن الوطن وحماية لأرواح المواطنين .. حيث يحتضنون القنابل والعبوات الناسفة التي تحاول من خلالها التنظيمات الإرهابية سفك دماء المصريين وترويع أمنهم .
ويعلم ضابط المفرقعات علم اليقين أن نسبة نجاته من هذه المهمة لا تتعدى 10% ، لكنه يأبى إلا أن يقوم بمهام واجبه المقدس على أكمل وجه فيتعامل مع الجسم المتفجر وهو مسلم روحه للخالق واهباً عمره ومضحياً بحياته ليتمتع المواطنون بالحياة، ولا يضعف عزمه أو إرادته خوفاً من الهلاك .. وكيف لا وقد نذر روحه للوفاء بعهد حماية بلده وشعبه من كل مكروه وسوء .
ولعل ما سطره رجال الشرطة من تقديم الشهداء فى سبيل محاربة الإرهاب وغيرها من مواقف بطولية حفظها التاريخ بسطور من دماء طاهرة حافظت على الأرض والعرض، حيث قدمت الداخلية أكثر من ١١٠٠ شهيد و ٢٠ ألف مصاب منذ ٢٥ يناير ٢٠١١، فداء لأرض الكنانة وارتوى تراب الأرض الطيبة بجميع محافظات مصر بغيث دمائهم الطاهرة، حيث ضحى ٣٢٥ ضابطا بأرواحهم، فضلا عن ٣١١ مجندا، و٤٤٦ فرد شرطة، و٣٥ خفيرا، و٦ من موظفى وزارة الداخلية .
تحقيق الاستراتيجية الأمنية
وضعت وزارة الداخلية استراتيجية أمنية محددة الرؤى مكتملة الأهداف واضحة الأبعاد تستهدف تحقيق الأمن الجنائى وعودة الانضباط للشارع المصرى باعتبار ذلك فى مقدمة أولويات الأجندة الأمنية للوزارة، فضلًا عن المواجهة الحاسمة للجريمة الإرهابية التى اعتمدت على محورين أساسيين، الأول هو محور الأمن الوقائى وتوجيه الضربات الاستباقية للتنظيمات الإرهابية وإجهاض مخططاتها ومحور سرعة ضبط العناصر عقب ارتكاب الأعمال الإرهابية اعتمادًا على أحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية فى البحث والتحرى، نظرا لظهور أنماط جديدة ومختلفة من الجريمة مما صعب من مهمة الأجهزة الأمنية، لما تتسم به تلك الجرائم من خطورة وعنف وتطور فى الأسلوب الإجرامى وزيادة حدته .
كما شهد عام ٢٠١٨ ومطلع ٢٠١٩ انخفاضا فى معدل الحوادث الإرهابية؛ حيث تمكنت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية من القبض على نحو ٣٠٠ إرهابى يعتنقون الفكر التكفيرى ومقتل حوالى ٢١٠ تكفيريين وإرهابيين، وإحباط نحو ٧٧ تفجيرًا استهدف كنائس ومنشآت حيوية وإحباط عمليات كانت تستهدف أكمنة وتمركزات أمنية بشمال سيناء .
فيما نجحت مديريات الأمن خلال ٢٠١٨ فى ضبط أخطر التشكيلات العصابية التى مارست نشاطا موسعا فى مجال سرقة الشقق السكنية محققة ضربات أمنية قوية للتشكيلات العصابية، وذلك فى إطار جهود الأجهزة الأمنية لمكافحة الجريمة بشتى صورها منعًا وكشفًا والحد منها ومواجهتها وتفعيل الأداء الأمنى من خلال دراسة حركة الجريمة وأسلوب ارتكابها، هذا وقد قامت جميع قطاعات الوزارة بتنفيذ العديد من المهام تبعا لتخصصات كل قطاع .
جهود الأمن العام
وليس بعيداً عن كل ماسبق، فقد تم توجيه الحملات الأمنية بصفة مستمرة بالتنسيق مع كافة مديريات الأمن وقطاع الأمن المركزى لمواجهة أعمال البلطجة وضبط الخارجين عن القانون وحائزى الأسلحة النارية والبيضاء وتجار ومتعاطى المواد المخدرة والهاربين من السجون وأحكام المراقبة والأحكام القضائية والتشكيلات العصابية ومرتكبى الجرائم وإحكام السيطرة الأمنية، كذلك تم تطوير وتحديث آليات العمل داخل مصلحة الأحوال المدنية، كما قدم قطاع الخدمات الطبية الرعاية الصحية لأعضاء هيئة الشرطة، وأسرهم والمواطنين المدنيين ونزلاء السجون والمتهمين المحتجزين بأقسام ومراكز الشرطة .
إلى جانب تطوير أوجه الرعاية الصحية بالسجون بمنظوماتها المختلفة سواء كان يتصل بأمر الطب الوقائى أو العلاجى، وتتولاها إدارة متخصصة للخدمات الطبية بالقطاع تقوم بواجباتها بالتنسيق والتعاون التام مع أجهزة وزارة الصحة وفروعها بالمحافظات المختلفة، لتعزيز مفهوم تمتع نزلاء السجون بحق العلاج المماثل لمستوى الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين فى المجتمع الخارجى، وتمكنت الإدارة العامة لشرطة التعمير والمجتمعات العمرانية من تنفيذ قرارات الإزالة على الأراضى والمنشآت المملوكة للدولة، وقدمت القطاعات الخدمية الخدمة الأمنية للمواطنين على الوجه الأكمل .
تفعيل البعد الإنسانى
حرصت وزارة الداخلية على تفعيل البعد والدور الإنسانى لأجهزتها من خلال استحداث آليات للتيسير على المواطنين، خاصة ذوى الاحتياجات، كما شاركت قوات الأمن المركزى فى ضبط الخارجين عن القانون، ومرتكبى الجرائم بكافة أنواعها وكذا تأمين القائمين على تنفيذ قرارات إزالة التعديات على الأراضى الزراعية وأملاك الدولة، بالإضافة إلى المشاركة بقوات فى مهام حفظ السلام تم إنشاء مشروع بوابة مرور مصر على شبكة المعلومات الدولية « الإنترنت»، والذى يتم من خلاله الحصول على الخدمات التى تقدم بوحدات التراخيص مثل خدمة تجديد تراخيص المركبات والاطلاع على الإجراءات المطلوبة لتنفيذ الخدمات المختلفة لتراخيص القيادة والتسيير، بالإضافة إلى خدمات التعرف على الحالة المرورية بصورة لحظية بطرق مقروءة أو مسموعة أو مرئية، وفى المواعيد وخطوط السير التى تناسب المواطن، وكذا الاستعلام عن صحة بيانات رخصة التسيير وضبطت العديد من المخالفات المرورية والقضايا الجنائية وحملات الكشف عن قائدى المركبات .
المشاركة المجتمعية
فى مجال التخفيف عن كاهل المواطنين ومواجهة موجة غلاء الأسعار، أطلقت وزارة الداخلية مبادرة « كلنا واحد» لخفض أسعار السلع الغذائية خاصة الأساسيات من خلال ٣٨٥ فرعا لعدد أربع من كبرى السلاسل التجارية بالمحافظات المختلفة، ذلك تنفيذًا لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية لتخفيف الأعباء على كاهل المواطنين.
وقامت الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة الداخلية، بالمرور الميدانى على عدد من المجمعات الاستهلاكية ومنافذ « أمان» وعدد من الشوادر التابعة للقطاعين العام والخاص، للتأكد من توافر السلع الغذائية الأساسية، وبخاصة اللحوم ومصنعاتها بما يكفى احتياجات المواطنين وبأسعار مناسبة، وتم توجيه قوافل متحركة تجوب القرى والأحياء الأكثر احتياجًا لتوفير السلع للمواطنين بالأسعار المناسبة مع الحفاظ على جودتها
الشرطة النسائية
اتخذت وزارة الداخلية إجراءات سريعة للتوسع فى ضم العناصر النسائية لجهاز الشرطة بمختلف القطاعات والإدارات، فوجود العنصر النسائى فى الشرطة أصبح ضرورة تقتضيها متطلبات العصر لتحقيق الأمن ومكافحة الجريمة فالمرأة لم تكن بمعزل عن المشاركة الوطنية فى العمل الأمنى .
حيث بدأت مشاركة العنصر النسائى بجهاز الشرطة منذ عام ١٩٣٠، وفى عام ١٩٨٣ ألحقت أول دفعة من خريجات الجامعات بكلية الضباط المتخصصين بالأكاديمية للعمل فى بعض الجهات الأمنية بمستشفيات الشرطة والسجون وشرطة السياحة والآثار وحماية الآداب ورعاية الأحداث، وفى الموانئ والمطارات والعلاقات العامة والإنسانية مما أضفى على مُشاركة العنصر النسائى بجهاز الشرطة بُعدًا إنسانيًا، وهو ما حدا بوزارة الداخلية إلى إيلاء المزيد من الاهتمام نحو التوسع فى مشاركة العنصر النسائى فى مجالات العمل الأمنى المختلفة؛ لأن الشرطة النسائية توجه يعكس صور المجتمع الواعى والمتحضر .
** وبعد هذا العرض الموجز لبطولات وتضحيات رجال الشرطة في عيدهم نقول : هنيئاً لأرواح الشهداء بالجنة وتعظيم سلام لمن يهبون أرواحهم فداء للوطن ودفاعاً عن المواطنين .. وتحيا مصر .